يا أيها الأمة الخالدة! يا أبناء الذين حملوا الهداية للبشرية! أجدادكم ماتوا على ضفاف نهر اللوار ونهر الجنج وسمرقند، أجدادكم رفعوا لا إله إلا الله، قتيبة بن مسلم يدخل كابل، كابل التي أبى الشيوعي أن يتركها، كابل التي هدمها الشيوعي بطائراته وبزحفه الأحمر وبدباباته، وهدم مساجدها، وقتل أطفالها، ومزق أعراضها، لأنه ما وجد مثل قتيبة يحمل الإيمان والحب والطموح.
وقف القائد المسلم قتيبة الباهلي على كابل يحاصرها، فلما انتظر وبقي على المعركة يوم أو يوم ونصف، قال: أين محمد بن واسع؟ محمد بن واسع العابد الزاهد خرج مع الجيش، قالوا: لا ندري أين هو.
قال: اخرجوا والتمسوا لي محمد بن واسع، فإني أرجو الله أن ينصرنا بفضله ثم بدعاء هذا الرجل الصالح.
عرف قتيبة أنه لا يمكن أن يدخل هذه المدينة ويخترق الأسوار إلا بدعاء الصالحين، فالتمسوا محمد بن واسع فوجدوه يصلي الضحى، وقد وضع رمحه ورفع سبابته إلى الحي القيوم الذي ينزل النصر، فرجعوا إلى قتيبة فأخبروه الخبر، فدمعت عينا قتيبة وقال: والله الذي لا إله إلا هو! لأصبع محمد بن واسع خير عندي من مائة ألف سيف شهير ومن مائة ألف شاب طرير.
لماذا؟ لأن النصر من عند الله، وانهزم أعداء الله ودخل قتيبة كابل.
ثم رجع الناس يخبرون الخلفاء، فيقول أحد العلماء: من القتلى؟ قالوا: فلان وفلان وفلان وأناس لا نعرفهم.
فبكى هذا العالم وقال: ولكن الله يعرفهم.