حكم مجالسة شباب صالحين غير معينين على ذكر الله

Q يعلم الله أني أحبك في الله: ولي سؤال: كما ذكرت أن من أسباب التقوى مجالسة الطيبين والصالحين، وسؤالي أني -ولله الحمد- أجالس مثل هؤلاء، ولكن منهم من لا يعين على ذكر الله، ومنهم من يستفزني ويسخر مني، فما حكم جلوسي مع هؤلاء وجزاكم الله خيرا؟

صلى الله عليه وسلم أحبكم الله الذي أحببتمونا فيه، أما ذكرك أنك تجالس بعض الصالحين، ولكنك لا تجد فيهم العون، أو تجد بعض الاستهزاء، فهؤلاء من تقصيرهم في هذا الجانب، وأنت أبصر بنفسك، وأعلم بما يرتاح له قلبك، إن كان قلبك يرتاح بترك هؤلاء والجلوس معهم، وأن تجلس وحدك تتدبر كتاب الله وتقرأ كتب العلم وتستمع الأشرطة الإسلامية، فأنت وذاك، وهو أنفع لك لأنك أعرف وأنت فقيه نفسك، وإلا فاستبدل غيرهم من الصالحين؛ لأنه ليس كل الصالحين يفعلون ذلك، وهؤلاء الذين يستهزئون أو يعلقون أو يستهترون هذا من نقصهم ومن ذنوبهم وتقصيرهم، وإلا لو كانوا يريدون خيراً؛ كانوا شجعوك على الخير واستأنسوا بمجلسك، وحاولوا أن يفيدوك، فأنت بارك الله فيك عليك أن تفهم أو تعي أو تبصر ما هو الأفضل أو المفيد لقلبك والأريح لروحك.

وحلك إما أن تجلس وحدك إذا لم تكن تخاف من العزلة، لكن هذا إذا كنت تستغل العزلة، فإن كثيراً من الشباب قد يستفيد لوحده أكثر مما يستفيد من الناس، وإن كنت تخاف على نفسك من العزلة، وأن الشيطان قد يحاصرك أو تستوحش؛ فعليك أن تبحث على إخوة آخرين، فإن الله قد كثر من الخير، ولن تعدم الأخيار إذا التمستهم، ولم تعدم أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الأخيار، فعليك أن تبحث عنهم وتجلس معهم؛ خاصة من عنده علم ويستفيد من الوقت، ويستغل الساعات والدقائق فيما يقربه من الله عز وجل ونسأل الله أن يثبتنا وإياك حتى نلقاه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015