Q إني أحبك في الله تعالى والسؤال هو: هل هناك أناس يستطيعون أن يدخلوا الجنة من أكثر من باب في هذا العصر الذي طغت عليه الماديات وإن لم يكن هذا الإنسان من العلماء؟
صلى الله عليه وسلم نعم.
بارك الله فيك وفي كل مسلم، يستطيع كثير من المسلمين في هذا العصر أن يدخل في أكثر من باب من أبواب الجنة، لا لشيء إلا لكثرة أبواب الخير التي جعلها الله عز وجل وأنزلها في كتابه وعلم بها رسوله صلى الله عليه وسلم.
فأبواب الخير كثيرة، والصالحون ما انقطعوا أبداً بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن في آخر الزمان من يأتي أجره أجر خمسين من الصحابة رضي الله عنهم؛ لكثرة الفتن والمشاغل والمشاكل وكثرة الأمور والجرائم التي أحدثها الناس والمفاسد، فهو لحفظه لدينه ومحافظته على أمر ربه؛ جعل الله أجره أجر خمسين من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فبإمكان كثير من الناس، ونعرف وتعرفون ونعلم وتعلمون، أن هنا من الأخيار والعباد من ليسوا بعلماء، ولكنهم من عبَّاد الله، حافظوا على الصلوات الخمس، أكثروا من صيام النافلة، أكثروا من ذكر الله عز وجل، زهدوا في الدنيا، كفوا أنفسهم عن المعاصي: عن الربا، والزنا، والغناء، والفحش.
حافظوا على أوامر الله عز وجل، تصدقوا وجاهدوا في سبيل الله، كفلوا أيتاماً، فتحوا مشاريع، هؤلاء يدخلون يوم القيامة أو يدعون، ولو أن الداخل يدخل من باب واحد ولكن يدعون من أكثر باب على حسب ما فعلوا، وابن القيم يقول في طريق الهجرتين: إن بعض الناس من المسلمين يفتح الله عليه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى من أبواب الخير، فمنهم من يفتح عليه من باب الذكر، ومنهم من يفتح عليه باب الجهاد، ومنهم من يفتح عليه باب العلم، فلا يشترط أن يكون أهل الخير كلهم علماء، الصحابة لم يكن فيهم إلا ثلة قليلة من العلماء، وفيهم العوام وفيهم العباد وفيهم الزهاد فكثير من الناس يدخلهم الله عز وجل ولو في هذا العصر والعصر المتأخر بعد هذا العصر، أو يدعى يوم القيامة من كثير من أبواب الجنة نسأل الله من فضله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى إنه على ذلك قدير.