عندي الآن دفتر صغير منتشر بين كثير من الناس اسمه" حجاب الحصن الحصين " خزعبلات ظلمات بعضها فوق بعض {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور:40] فيه كلام باطل ألفه أحد الكهنة، أو المشعوذين، أو السحرة، عليهم لعائن الله صباحاً ومساءً، فهم أعداء الرسل.
وهو منتشر في كثير من القرى والمدن والبوادي يقول هذا السفيه الأحمق المعتوه الذي ألفه: إنه ينفع من أمور كثيرة إذا وضعته المرأة في حرير ووضعته في رأسها وكانت شابة جاءها الخطاب من كل مكان، وإذا وضعه صاحب الدكان وعلَّقه لا يحترق دكانه، وأتى عليه الزبائن -زبائن الجن- من كل مكان، وإذا وضعه الإنسان في البيت لا يحترق.
نبئوني عن علم إن كنتم صادقين، أفي بلاد الوحي؟! أفي بلاد الرسالات؟
أهنا تأتي الخزعبلات؟! أتحولت الأمة إلى بوذية، أو هندوسية؟! أتحولت الأمة إلى غلاة صوفية لا يعرفون شيئا؟ ماذا سوف يقول النصارى إذا قرأوا هذه الكتب؟ أرسالة محمد عليه الصلاة والسلام هذه الدفاتر، أم أتى بها بيضاء نقية؟!!
أتى بها كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ * بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ} [الزمر:65 - 66] أتى ليقول وليتلو قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً} [الفرقان:3] فلماذا هذه الضلالات؟ ولماذا هذه البدع؟ ولماذا هذا التشويه لوجه الإسلام؟ الإسلام جميل، الإسلام حق وصدق، وسوف أعرض لكم بعد قليل دور الإسلام في اكتساح الشيوعية في العالم، لكن يوم يأتي الغريب ويجد أن في مقدسات البلاد الإسلامية، وفي الأرض التي بعث منها محمد عليه الصلاة والسلام، وفي أرض أبي بكر وعمر وعثمان وعلي في منطقة من هذه الأرض، في أبها، أو حولها وبجانبها من ينشر هذه السخافات على الأطفال والعجائز والجهلة ليردهم عن منهج الله.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {من أتى عرافاً لم تقبل له صلاة أربعين يوماً} وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {من أتى كاهناً، أو عرافاً فصدقه، فقد كفر بما أنزل على محمد} خيوط وختم ودبل وأسلاك وتمائم وقطع من القماش وأناس من المشعوذين السحرة الكهنة أعداء الرسل، عليهم لعنة الله، يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن منهج الله.
رأى عليه الصلاة والسلام رجلاً في يده حلقة -حلقة من صفر من نحاس- قال: {ما هذه؟ انزعها، فإنها لا تزيدك إلا وهنا، وإنك لو مت وهي عليك، لما أفلحت أبداً} وفي الصحيح: {أنه جاء صلى الله عليه وسلم إلى رجل في يده خيط علقه من المرض فقطعه ونهاه وزجره} وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {من تعلق تميمة فلا أتم الله له} التميمة: إما ورقة يكتب فيها غير القرآن وحتى القرآن على الصحيح لا تعلق آيات القرآن على صدر الطفل، ولا الطفلة، ولا المريض، فكيف إذا كان المعلق طلاسم كما يفعل هذا المعتوه المجنون السفيه؟! كلمات أعجمية ليلبس على الناس، ومثله وأمثاله يأكلون أموال الناس بالباطل.
وقبل أيام ذهب رجل إلى كاهن في اليمن ليستشفي لمرض ابنته ودفع أموالاً طائلة، قلنا له: قد خسرت دينك ودنياك وآخرتك إن لم تتب إلى الله، لقد كفر برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام تماماً بذهابه إلى هؤلاء الكهان.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {من تعلق تميمةً فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعةً فلا ودع الله له} لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولا أنجح الله مطلوبه، ولا شفى مريضه، ولا نجح راسبه، ولا رزقه، ولا سد دينه، لأنه عادى الله.
والودعة: صدف يخرج من البحر تعلق في بعض البيوت.
فلا ودع الله له أي: لا ودعه ولا حفظه ولا رعاه ولا تولاه لا في الدنيا ولا في الآخرة.
يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام! يا أبناء من نشر التوحيد في العالم! أمثل هذه السخافات والخرافات والخزعبلات تنتشر بين أيديكم؟! من ينشر الإسلام في العالم؟ من يخبر الناس بصفاء هذا الدين وصدقه ووضوحه وأنه دين كالشمس؟ لكن يأتي المشعوذون الكهنة السحرة المتفلسفون أعداء الله، فيشوهونه، {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:65] {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [الزمر:38].