ذهب عمر رضي الله عنه وأرضاه إلى قرية من قرى اليهود، فوجد فيها التوراة، فأخذ نسخة من التوراة المحرفة المبدلة، وأتى بها إلى رسول الهدى عليه الصلاة والسلام، فلما رآها عليه الصلاة والسلام بيد عمر تمعر وجهه وغضب واشتد غضبه واحمر وجهه، وقال: {أمتهوكون فيها يـ ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده لو كان موسى حياً، لما وسعه إلا اتباعي، يا عمر! أما أتيت بها بيضاء نقية} أما أتى عليه الصلاة والسلام بالقرآن والسنة التي لا يحتاج عبدٌ إلى عقيدة، أو عبادة، أو معاملة، أو أخلاق، أو سلوك إلا وجدها في الكتاب والسنة، أما علمنا لا إله إلا الله أكبر الأمور، وإماطة الأذى عن الطريق من أدنى الأمور، أما علمنا أن كيف نأكل وكيف نشرب وكيف ننام، فما لنا نصد عن منهج الله؟ ولهذا الكلام سبب سوف أذكره الآن.
شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهفٍ في عميق سبات
بأيمانهم نوران ذكرٌ وسنةٌ فما بالهم في حالك الظلمات