سبحان الله! ما أجل الله! إذا مرضت شفاك، وإذا طلبت أعطاك، وإذا دعوت أجابك، ليس بينك وبين الله حجاب أبداً فاتصل به مباشرة، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة:186] وإذا سألك المريض أين الطبيب؟ فهو قريب، وإذا سألك المديون أين الذي يسد الرمق والحاجة؟ فهو قريب، وإذا سألك المنهزم المنهار أين العضد والنصير؟ فهو قريب، وإذا سألك الفقير البائس أين المغني؟ فهو قريب، وإذا سألك الضعيف أين القوي؟ فهو قريب، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186].
سبحانك ما أعظمك! لقد أساءت الأمة، يوم لطخت وجه التوحيد وأساءت إلى هذا الوجه الجميل، يوم عرضت الإسلام للعالم مشوهاً حتى يقول عبدة الكأس والمرأة الداعرة وعبدة الأصنام وأهل الكنائس التي تحولت إلى دور دعارة: الإسلام خزعبلات، والإسلام إرهاب، وهمجية، وبربرية والإسلام براء من ذلك، والإسلام جميل، لكن شوهه بعض أبنائه الذين ما فهموه وما عرفوه حق المعرفة.
أيها المسلمون! حذار حذار من هذه الأمور، فإنها نقضٌ لعقيدة أهل السنة، وضرب للتوحيد وتشويه للإسلام، ومعناها: أن نفقد ديننا وأخلاقنا وسيرتنا.
أيها المسلمون! أنكروا هذا المنكر وانهوا عنه، ومن وجد منكم مثل هذه الأمور، فليرفعها إلى السلطان وإلى القضاة وإلى ولاة الأمر، وليأخذ على يد هؤلاء السفهاء وليعزرهم وليفضحهم أمام الناس، فإن هؤلاء أعداء الرسل عليهم الصلاة والسلام، هؤلاء كهنة، وهم حرب على الإسلام، يوم أتى هؤلاء أتى الجفاف في الأرض والنهب والسلب والقطيعة وقسوة القلوب وفساد الأبناء نسأل الله أن يطهر البلاد منهم.
لقد كان عمر رضي الله عنه وأرضاه إذا سمع بساحر، استدعاه ثم قطع رأسه، ففصل الرأس عن الجسد، ليبقي منار التوحيد ونور الإسلام.
اللهم احفظ علينا إسلامنا وتوحيدنا وإيماننا، اللهم إنا نعوذ بك أن نلقاك مشركين، أو مرتدين، أو ناكصين، أو خونة مارقين، نسألك الثبات حتى نلقاك.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.