ومن آداب الداعية ألا يهون على الناس المعاصي، بل يخوفهم من الواحد الأحد، فيكون وسطاً بين الخوف والرجاء، فإن بعض الناس قد يتساهل مع الناس في المعاصي، فكلما فعل عاصٍ معصية قال: ما عليك، وكلما ارتكب كبيرة، قال: سهلة، وكلما أتى بأخطاء، قال: أمرها سهل بسيط يسير، لا.
بل علِّمه أن هناك رباً يغضب إذا انتهكت حدوده، وأن هناك سلطاناً عظيماً على العرش استوى، لا يرضى أن تنتهك محارمه، وقد صح في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {تعجبون من غيرة سعد، فوالذي نفسي بيده، إني أغير من سعد وإن الله أغير مني} وقد ورد من صفاته سُبحَانَهُ وَتَعَالى، كما في الصحيح من حديث ابن مسعود: {أن الله غيور، ومن غيرته سُبحَانَهُ وَتَعَالى أنه يغار على عبده المؤمن أن يزني، وعلى أمته المؤمنة أن تزني}.