الداعية ومهاجمة أشخاص معينين

ومن صفات الداعية ألا يهاجم أشخاصاً بأسمائهم، فلا يلمزهم على المنابر بأسمائهم أمام الناس، بل يفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا، فيعرف صاحب الخطأ خطأه، ولكن لا نشهر به، وأحب أن أفسر لكم مسألة قد تخفى أو لا تظهر وهي مثلاً: رجلٌ جاهر الله عز وجل بكتاباته، أو بانحرافاته أو بأدبه أو ببدعته أو بدعوته إلى المجون، فهذا لا بأس أن يشهر به عند أهل العلم حتى يبين خطره، فقد شهَّر أهل العلم بـ الجهم بن صفوان، وقال ابن المبارك في الجهم هذا المجرم الذي قاد الأمة إلى الهاوية، وابتدع بدعة في الدين، قال:

عجبت لدجالٍ دعا الناس جهرة إلى النار واشتق اسمه من جهنم

فشهروا به وشهروا بـ الجعد بن درهم وكتبوا أسماءهم في كتب الحديث، وحذروا الناس في المجالس العامة والخاصة منهم، فمثل هؤلاء يشهر بهم، لكن الذين يتكتم على أسمائهم أناسٌ أرادوا الخير فأخطئوا، وأناسٌ زلت بهم أقدامهم، وأناس أساءوا في مرحلة من المراحل، فهؤلاء لا تحاول أن تظهر أسماءهم في القائمة السوداء، فإن ذلك قد يغريهم على أن تأخذهم العزة بالإثم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015