Q أعاني من مصيبة حب الظهور أمام الناس، فما هو حل هذه الحالة القاصمة؟
صلى الله عليه وسلم هذه الأمور التي فطر الناس عليها فيها جوانب تحمد وجوانب تذم، وما جعل الله -عز وجل- خصلة إلا جعل فيها مركباً من مراكب الحق، ومركباً من مراكب الباطل، الكرم وهو كرم من استخدمه في طاعة الله عز وجل كان سبيلاً إلى السعادة وإلى الجنة، وربما كان سبيلاً إلى الرياء والسمعة والتبذير.
الشجاعة تكون نصرة لعباد الله، ونصرة للا إله إلا الله، ولدين الله، وتكون كذلك هجوماً على عباد الله، وتهوراً، وأذية لعباد الله عز وجل، إلى غير ذلك.
يذكر ابن القيم وهو يتكلم عن الأخلاق في مدارج السالكين أن الظهور يمكن أن يوجه إلى الخير، وقد يوجه إلى الشر، غرست في نفسك صفة حب الظهور، وولدت معك فاستخدمها في طاعة الله، واجعل ظهورك يقربك من الله عز وجل، وطلب الشهرة مذموم، وهو من الأمور التي يعاقب عليها العبد إذا كان للشهرة نفسها، أما إذا كان قصدك إعلاء كلمة لا إله إلا الله فأشهر الناس محمد رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي.
وحب الخمول ليس محموداً دائماً، فإن أخمل الناس هم أهل الرهبانية من النصارى، فهم في الصوامع والكهوف، فما حمدوا على ذلك، إذاً فليس كل شيء من الصفات محموداً على إطلاقه ولا مذموماً على إطلاقه، فإذا بليت بهذا فاستغفر الله، واطلب من الله الإخلاص، وليكن ظهورك من أجل إظهار كلمة لا إله إلا الله، ولإظهار الدعوة، ولتنشر هذا الدين ليجعلك الله عز وجل من الشهداء، فـ ابن تيمية استقل المنابر، وحضر المحافل، ودخل على السلاطين، وقاد الكتائب، وحمل لا إله إلا الله والرايات، وحضر المعارك، وهذا من أظهر الظهور، حتى إن ابن كثير في البداية والنهاية نسي التاريخ، ونسي الناس، وأصبح يترجم لـ ابن تيمية من كثرة ظهوره، لكن أخذ ظهوره في ذات الله عز وجل، ولمرضاة الله والإخلاص.
فأنا أنصحك أن يكون ظهورك لذات الله، لكنك تتعوذ بالله من الشيطان، ودائماً تردد في نفسك: {اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه}.