Q إن أمي تمنعني من الذهاب إلى المعهد العلمي لكي أستفيد وأفيد، ولقد جئت إلى هنا ولم توافق، ولكن أبي وافق، وهما منفصلان؟
صلى الله عليه وسلم هذه المسألة تمر كثيراً، وفيها تفصيل، إذا منع الوالد والوالدة العمل أو الإذن وهو من عمل الفرائض فلا يطاعون أبداً، ويعصون: {لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق} وإذا منعوا من النوافل ومستحبات الأعمال كطلب العلم، والمشاركة في هذه المجتمعات الطيبة كالمراكز الصيفية والاجتماعات والمحاضرات، ففيه تفصيل.
من أهل العلم من قال: يعصون في الطاعة، وتقدم الطاعة.
ومنهم من قال وهو الصحيح: أن في نوافل الطاعات يقدم طاعة الوالد والوالدة، ففي مثل هذا إن منعتك -مثلاً- من المعهد العلمي، فهذا فيه تفصيل: فإذا كنت تريد الدراسة بالمعهد ومنعتك فلا تطعها، لأن طلب العلم فريضة وواجب، فتذهب وتقنعها بالتي هي أحسن، وتذهب وتدرس وتتعلم ولا عليك.
وإن كانت منعتك من مراكز، أو مخيمات، أو هذه الندوات فلك أن تطيعها حتى تقنعها، فإن اقتنعت فبها ونعمت، وإلا فتجلس معها، ولذلك تساءل الإمام البخاري في كتاب الصلاة، قال الحسن: إذا منعته أمه عن حضور صلاة العشاء فليحضر صلاة العشاء ولا يطعها، لأنها فريضة، ففهم بمفهوم المخالفة أنه لو كان أقل من صلاة الجماعة كان الأمر أيسر، فطاعة الوالدين أعظم، ولكن أقنعها حتى لا تبقى جاهلة بما ينفعك ويقربك من الله عز وجل، وخذها بالتي هي أحسن، علَّ الله أن يهديها.