الصفة الرابعة: حفظ لسانها عن الغيبة والنميمة، قال سبحانه: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} [الحجرات:12].
وأكثر ما ينتشر بين النساء الرمي والقذف والعياذ بالله، فهو عندهن أمر سهل، يجلسن في المجالس فتقذف الحاضرة منهن الغائبة، وتقول فيها كَيت وكَيت، وتفتري على الله، وتأتي بجريمة كهذا المسجد، وهذا من اللسان الذي يدخل المرأة النار، وما رآهن صلى الله عليه وسلم في النار إلا من كثرة الفحش واللعن وكفران العشير، وكثرة السباب والشتام، والمرأة إذا حبست لسانها فهي المرأة المستقيمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70 - 71].
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لا يدخل الجنة قتات} والقتَّات: النمَّام، وفي رواية صحيحة: {لا يدخل الجنة نمام} والنمام: الذي ينقل الكلام، وهذا يشتهر بين النساء إلا من عصم ربك، تأتي المرأة عند زوجها وتقول: سمعنا أن فلاناً يقول فيك كذا وكذا، وهو أخوه أو أبوه أو ابنه أو جاره، فتفسد بين القبائل والعشائر والأسر، وتوجد قطيعة وهجراً وحروباً وخصومات لا يعلمها إلا الله، فإذا فعلت ذلك فقد باعت حظها من الله، وهي كالساحرة التي تفرق بين المرء وزوجه، وهذه أشد خطورة من السحر؛ لأن السحر قد يُتعالج منه، أما هذا فتذهب فيه الرءوس والاكتاف والدماء ولا يكفي شرها إلا الواحد الأحد.
وقال عليه الصلاة والسلام في الصحيحين: {أكثرن من الصدقة فإني رأيتكن أكثر أهل النار، قالت امرأة: ما بالنا يا رسول الله! أكثر أهل النار؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير؛ لو أحسن إلى إحداكن الدهر ثم رأت منه شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط} وقال عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح: {لا يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة} فمن يكثر اللعن -رجلاً كان أو امرأة- لا يستشهده الله يوم القيامة، ولا يقبل شهادته لأننا شهداء على الناس، ولا يشفعه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى لأن الله يشفع الصالحين في أهلهم، فبعض الصالحين يشفع في عشرة من أهل بيته أو أسرته أو حارته أو قبيلته، أما اللعان من الرجال والنساء فلا يستشفعه الله ولا يقبل شفاعته ولا شهادته.