الصفة الثالثة: غضُّ بصرِها وحفظُ نفسها قال سبحانه: {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} [النساء:25] فليس في الإسلام، بل هو أمر عجيب أن تتخذ المرأة صديقاً لها، ففي البلاد الغربية الكافرة لا بد للمرأة أن يكون لها صديق غير الزوج، انظر إلى القماءة والحقارة، حضارة السفول والانحدار، وحضارة الحديد.
أما الحديد فقد أجادوا فيه، وفي الكهرباء، والطائرات، والصواريخ، وأما الروح فسحقوها، وجعلوا روح الإنسان كروح الحيوان، امرأة تتخذ صديقاً ويأتي صديقها وزوجها جالس -ومن يريد التأكد من ذلك فليقرأ مذكراتهم، وليَرَ أخبار من ذهبوا إلى بلادهم- يأتي الصديق ويجلس معها ويقبلها والزوج ينظر ذلك فإذا قال: مالك؟ قالت: صديقي، وله هو صديقة في الخلاء: {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} [النساء:25].
المرأة إذا اتخذت صديقاً فقد فجرت وخانت رسالة الله، وخانت زوجها، لا صديق لها إلا زوجها ومحارمها، أما أن تتخذ صديقاً من الأجانب فيحرم عليها بعد وقبل عصمة زوجها إلا أن يتزوجها رجل بعقد فهذا أمر آخر: {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} [النساء:25] والأخدان: جمع خدن والخدن هو: الصديق، وقال سبحانه: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء:34] والله يحفظ من يحفظه، فهي تحفظ زوجها إذا غاب عنها، قال صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، يوم أعلن حقوق الإنسان ومبادئه وحقوق المرأة قال: {ولا يجلسن أو يدخلن أو يوطئن فرشكم من لا ترضونه} امرأة تسافر أنت عنها وتغيب، فتأتي ترحب بالضيوف كأنها قهوجية تستقبل الناس، أي كرم حاتمي هذا؟!!
تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله
قالت العرب: مرحباً بالمرأة البخيلة لا الكريمة، فهذه لا يطلب منها أن تفتح بابها وترحب بالناس، حتى لا يصبح كل الناس أقارب لها، فأصبح المجتمع -ما شاء الله- قرابة وعصبات يرثون، من أين هذا؟! {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} [الكهف:5].
وأين لحم هذا الرجل ودمه وعقله؟!
رجل أجنبي شاب يأتي إلى زميله وصديقه في قرية أو مدينة أو مكان فلا يلقاه، فيطرق الباب فتخرج الزوجة، قالت: من؟ قال: فلان, قالت: مرحباً يا أبا سعود! الله يحييك، غبت عنا، أتيت بالمطر معك، ثم تفتح الباب وتجلسه في المجلس وتباشر عليه بالقهوة والبخور، أهذا إيمان؟ أهذا من رسالتنا؟ لا.
لا تفتح البيت، فإسلامنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: {ولا يوطئن فرشكم من لا ترضونه} والأجنبي لا يُرْضَى.
ولا يدَّعي مدعٍ كبعض الناس الذي يقول: امرأة فلان بخيلة سود الله وجهها، لا ترحب بالضيف ولا تفتح الباب، نعم.
هي على السنة وهم على الجهالة! هي على الحق وهم على الضلال! هي على النور وهم على الظلام، ولا يهمها، فإن الله يقول: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام:116] فهذا الأصل لا بد أن يفهمه كثيرون، وهذا الذي ينبغي على المرأة ألا توطِئْ فراشَ زوجها غيرَه، قيل -والعياذ بالله- في الفاحشة الكبرى، وقيل: في الضيافة والجلوس والاستقبال، فليس لها أن تدخل إلا المحارم.
وقال سبحانه: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور:31] أي: عند الريبة والشهوة تغض بصرها ولا تنظر إلى الرجال، وهذه البراقع ليست من الإسلام، وقد تكرر هذا الأمر وهو أمر يجر إلى الفتنة، بل قال بعض الخبراء الذين استقرءوا أحوال المجتمع: إنها أفتن من أن لو كانت المرأة سافرة.
وأحياناً المرأة تكون كبيرة بالسن فلا تُشْتَهَى، لكن إذا لبِسَت البرقع وغطت وجهها ورأى الناس عينيها السحريتين العسليتين الزرقاوتين قالوا: هذا شيء عجيب! فافتتنوا بها وفتنت الناس، والبرقع أمرٌ مستحدَثٌ مخالفٌ للحجاب الإسلامي.