لزوم البيت

الصفة الثانية: لزوم بيتها وعدم تبرجها.

ماذا يريد منا دعاة العلمانية؟ وماذا يريد منا أهل الهدم؟ يريدون أن تخرج المرأة الإسلامية -خاصة في هذه البلاد التي قامت على الكتاب والسنة، وولاة الأمر يأمرون بالكتاب والسنة- يريدون أن تتبرج وأن تسفك حياءها، وأن تذهب كما ذهبت المرأة في أمريكا وبريطانيا وروسيا سلعة ممجوجة بالأفواه، أدخَلوها الجيش في الحرب العالمية الثانية، أدخَلوها المصنع والوزارة والبرلمان، ففشلت وتركت بيتها وأطفالها ودينها وعرضها، لا.

امرأتنا من نوع آخر فهي دُرَّة مصونة، يقول الله فيها: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب:33] وقرن يعني: لتقر المرأة وتمسك بيتها، فهو أصلها وروعتها وجمالها وحسنها.

قيل لـ فاطمة في حديث يُروَى عنها: [[ما أحسن وصية للنساء؟ قالت: ألا ترى المرأة الرجال ولا يرونها]] هذه أحسن وصية، قال سبحانه: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب:33] وفي السنن عنه صلى الله عليه وسلم من حديثٍ حسن: {إذا خرجت المرأة من بيت زوجها متعطرة متزينة فهي زانية} وقال عليه الصلاة والسلام -وهذا عند أبي داوُد والحاكم بسند صحيح-: {صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها خير من صلاتها في بيتها}.

ما الحجرة والبيت والمخدع؟

البيت: هو غرفة النوم مثلاً، فصلاتها في غرفة النوم خير من أن تصلي في البيت الواسع، وصلاتها في المخدع: وهو شبه بيت صغير شبيه بالهودج، تدخل فيه المرأة للنوم، لو صلت في هذا المكان فهو خير لها من أن تصلي في الغرفة الخاصة، وصلاتها في بيتها خير من صلاتها في المسجد، ولو أنه قال صلى الله عليه وسلم: {لا تمنعوا إماء الله مساجد الله} ولكن لزوم بيتها وحبسها فيه وسترها وعفافها وحفظ عِرضها أعظم لها عند الله عز وجل أجراً، ويدل على أصالتها وديانتها.

والمرأة التي تلزم البيت يغدق الله عليها من الإيمان والعمل الصالح ويصلح لها ذريتها، أما الخرَّاجة الولاجة فقد ذمها أهل العلم والإسلام، وأنكروا سيرتها، وهذه تأتي بمفاسد، ولا يبارك الله في وقتها.

الخرَّاجة الولاجة التي تجدونها دائماً في كل مكان، لا تهدأ في البيت ولا ترتاح! وبيتها خير لها، فبيتها عصمتها، قالت العرب: "لا يعصم المرأة إلا ثلاثة: زوجها، أو بيتها، أو قبرها" إما القبر أو البيت أو الزوج.

ويوم تخرج المرأة فإنها تضيع والعياذ بالله.

قل لي بربك: هل توجد هناك امرأة تسافر إلى الخارج وحدها؟

شابة في السادسة عشرة من عمرها تسافر لتدرس في بلجيكا؟! أين دينها؟ لقد باعت إسلامَها هنا في الجزيرة وسافرت لتدرس، وما هي فائدة دراستها التي سوف تعود علينا بها؟ لا بارك الله فيها ولا في دراستها! نحن أغنياء عنها وعن دراستها، أتذهب امرأة مسلمة شابة فتية بلا محرم إلى أرض الكفر والدعارة، والخمارات والبارات، أرض المخمورين المسكورين السافرين الفجرة، ثم تعود لتعلمنا هنا؟! لسنا في حاجتها ولا حاجة دراستها، ورجل يفعل ذلك بِبِنْتِه انسلخ تماماً وغسل دماغه، أصبح يعيش بلا مبادئ.

قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان:44] {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية:23] {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179] تسافر تدرس وتعيش أربعة أشهر أو سنتين أو ثلاث سنوات في فندق في بلجيكا أو فرنسا أو أمريكا، أين صَلاتها؟ أين القرآن؟ وأين سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، لا إله إلا الله! إنها لقاصمة الظهر {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر:35 - 37].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015