قال رجل لـ ابن المبارك: مع من تنصحني أن أجلس؟ قال: اسمع مني، قال: نعم قال:
من كان ملتمساً جليساً صالحاً فليأت حلقة مسعر بن كدام
فيها السكينة والوقار وأهلها أهل العفاف وعلية الأقوام
في الناس مجالس تقرب من النار والعار في الدنيا والآخرة، فهناك مجالس في المجتمع من مجالس جهنم، من مجالس إبليس يدار في بعض مجالس اللاهين العابثين الاستهزاء بالله ورسوله وبالجنة والنار ولقاء الله، وبعضهم يستهزئ بالدعاة والعلماء وطلبة العلم، فالجلوس مع مثل هؤلاء قطعة من النار والعار والدمار والشنار في الدنيا والآخرة إلا أن يعظهم وينصحهم، وإن من الناس من حبه بُعدٌ من الله عز وجل.
قال جعفر الصادق لابنه: [[يا بني! لا تصاحب ثلاثة، فقد غضب الله عليهم: لا تصاحب عاق الوالدين فإن الله قد تبرأ منه، ولا تصاحب الكذاب فإنه يقرب لك البعيد ويبعد عليك القريب، ولا تصاحب البخيل فإنه يبيعك بأدنى سبب]].
إذا علم هذا فليعرف العبد من يجالس، ومن يؤاكل، ومن يحب، قال صلى الله عليه وسلم في حديث حسن: {لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي} ولما حضرت عمر سكرات الموت قال: [[ما آسى على الحياة إلا على ثلاث -وذكر منهم-: رفقة أجلس معهم ينتقون أطايب الكلام كما ينتقون أطايب التمر]].
وهؤلاء أولياء الله إمامهم محمد عليه الصلاة والسلام، ودستورهم القرآن، وبيوتهم المساجد.
ليسوا كقوم إذا لاقيتهم عرضاً أهدوك من نورهم ما يتحف الساري
تروى وتشبع من سيماء طلعتهم بوصفهم ذكروك الواحد الباري
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساري
وفي صحيح مسلم يقول عليه الصلاة والسلام: {يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون في جلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي}.