أثر غياب عقيدة الولاء والبراء

لما مات الولاء والبراء، أصبح الكافر مقدم عند بعض المسلمين على المؤمن المصلي، ورأينا من سلخت شعائر العبادة والتوجه إلى الله من قلبه؛ يقدم الكافر الأشقر الوثني على المسلم المصلي لا لشيء، وإنما لأنه مهزوم من داخله، في قلبه مرض فزاده الله مرضاً، ينظر لهذا المسلم بعين الحقارة، وينظر لهذا الأشقر الأحمر بعين التعظيم والحضارة والمادة والصناعة، وهذا من الرذيلة التي ما بعدها رذيلة.

كتب أحدهم سؤالاً يقول لنا: أخٌ في شركة إذا حضر وقت الغداء، تركنا وذهب يتغدى مع الخواجات.

قلنا: المرء يحشر مع من أحب، فهو يحشر معهم، ولولا هذه الانهزامية في قلبه، ما فَعَل ما فَعَل، بل تجد بعض الناس يقدم للكافر من الخدمات والاحترام مالا يقدم عشر معشاره لإخوانه المسلمين، لأن صورة الإسلام ما وضحت في قلبه.

[[عمر رضي الله عنه كتب له أبو موسى من العراق، فقال: عندنا نصراني وهو كاتب حذق فطن، فهل يكتب لي؟ فكتب له عمر: لا يكتب لك، فرد أبو موسى وقال: إنه كاتب حذق، فرد عمر قال: قاتلك الله! تقربهم بعد أن أبعدهم الله، وترفعهم بعد أن أهانهم الله، وتكرمهم بعد أن أذلهم الله، لا يكون لك كاتباً أبداً]].

إذا علم هذا، فيا إخوتي المسلمين! عاش السلف على هذا المنهج الرباني: أن تحب الرجل لا تحبه إلا لله.

{قام عليه الصلاة والسلام خطيباً، فتحدث فقاطعه أعرابي، وقال: متى الساعة يا رسول الله؟ فلما انتهى قال: ماذا أعددت للساعة؟ قال الأعرابي: يا رسول الله! والله ما أعددت لها كثير صيام ولا صدقة ولا صلاة، ولكني أحب الله ورسوله، قال عليه الصلاة والسلام: المرء يحشر مع من أحب} وهذه قضية كبرى في حياة المسلم تجعله يحب الصالح لنفسه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015