هذا أخ يشتكي من انتشار الكهنة، وقد سمعنا بعض العلماء والمشايخ يتكلمون بهذا، ويندبون الناس إلى التحدث عنه خاصة الدعاة، لأنه انتشر في أوساط الناس، وهو في المدن أكثر منه في القرى فيما سمعنا، وهي مسألة خطيرة، وهذه ليست مسألة إسبال ثياب، أو أخذ اللحى أو شرب الدخان، بل إنها مسألة خطيرة، ومن أعظم المسائل الخطيرة في تاريخ الإنسان، فهي مسألة شرك وكفر في القرن الخامس عشر، قرنٌ بلغت فيه كتب العلم والسنة مبلغها، ووجد العلماء وانتشرت المساجد والوعي والدعاة والعلماء، ثم يغزونا الشرك إلى قعر بيوتنا، وإلى داخل مدننا وقرانا، فهذه هي الخطورة التي ما بعدها خطورة، وهي قاصمة الظهر.
وهذا الأخ يشتكي ويقول: وجد في أماكننا وقرانا ومدننا كثيرٌ من الدجالين والسحرة والمشعوذين والعرافين والكهنة، فماذا تقول في هذا الباب؟
وهؤلاء نسأل الله أن يكفينا شرهم، وأن يزيلهم عن مجتمعاتنا، فإنهم أعداء الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأعداء الكتب السماوية، وهم الذين قطعوا الطريق بين الخلق والخالق تبارك وتعالى، وهم الذي صرفوا القلوب إلى غير باريها، وهم الذي عطلوا الأرواح عن أن تسافر إلى واليها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فعليهم من الله ما يستحقونه، وهؤلاء كفرة بلا شك.
وفي صحيح مسلم {من أتى عرافاً لم تقبل له صلاة أربعين يوماً} وفي لفظ صحيح: {من أتى كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام} والسحرة هؤلاء كثير، ووجدوا في القرى والمدن، وهم أناس يدعون الغيب، وقد كذبوا ودجلوا على الله عليهم لعنة الله، وهؤلاء السحرة يدعون علم الغيب، ويقول أحدهم: أنا أعلم الغيب: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل:65].