فمن ادعى الغيب فإنما هو مخدوم من الجن، وقد قرر ابن تيمية في المجلد العاشر والحادي عشر أن هؤلاء يستخدمون الجن في أغراضهم، فأنت تأتي الساحر وما أخبرته باسمك، ولا باسم زوجتك وابنتك وأختك، فيخبرك بهذا، يقول: اسمك كذا وكذا، واسم ابنتك كيت وكيت، وسيارتك كذا، وأنت تسكن في كذا، فمن أخبره؟ إنهم الجن، وهو لا يخبره الجان حتى يكفر بالله.
حتى يقول بعض أهل العلم: إنه اكتشف أن بعض السحرة اشترط الجن عليه أن يبول على المصحف فبال على المصحف، والسحرة هؤلاء لا تخدمهم الجن في القرى ولا الأماكن ولا الضواحي حتى يكفرون بالله العظيم، إما بأن يستهزئوا بالآيات، أو أن يدوسوا شيئاً من أوراق المصحف أمامهم، أو يصلوا بالنجاسات، كما ذكر ابن تيمية، فبعض السحرة قد يكون من أئمة المساجد، وبعضهم قد يكون خطيب يوم الجمعة وهو ساحر، وبعضهم قد يكون إماماً وهو مشعوذ كاهن، فيأتي يصلي بالناس وعليه جنابة.
فهذا الساحر يكفر بالله العظيم، فلا يخدمه الجان إلا بعد أن يكفر بالله ويبول على المصحف، فيأخذ المصحف في زاوية ويبول عليه، فإذا بال عليه كفر بالله وانسلخ من الإسلام ومن لا إله إلا الله، فتأتي الجن تنقل له الأخبار من مكان إلى مكان، والجن لا تنقل له خبراً وهو مؤمن أبداً.