قد يتساءل عن حكم الضفدع هل يؤكل أم لا؟
وجد من الأمم من تأكل الضفادع، وهي من أشهى الأطعمة لديهم، وقد رأيناهم يقدمونه في بعض الأماكن بعدما يشوونه طعاماً طازجاً، فيأكلونه أكلاً ذريعاً، فهل تؤكل الضفدعة أم لا تؤكل؟
في حديث ضعيف أورده ابن تيمية وسكت عنه يقول: {لا تقتلوا الضفدع فإن نقنقتها تسبيح} وهذا الحديث ضعيف، لكن كل شيء يسبح بحمد ربه سبحانه وتعالى، ولكن لا نفقه تسبيحهم؛ كما قال سبحانه وتعالى، والضفدع تنقنق، ويدل على نقنقتها ما ورد في وحي مسيلمة الكذاب الدجال، الذي زخرفه له شياطين الإنس والجن، يقول في بعض سوره الأفاكة الأثيمة: يا ضفدع بين ضفدعين، نقنقي ما تنقنقين، رأسك في الماء وأسفلك في الطين.
انظر ما أسمج هذا الكلام، وما أغرب هذا الحديث، عليه لعنة الله، لعنة تحيط به في قبره حتى يلقى الله، فإن الله ألبسه لباس الكذب فلا يعرف بين الناس إلا بـ مسيلمة الكذاب.
وأما الدليل على أن الضفدع لا تؤكل: ما رواه أبو داود وأحمد والحاكم والنسائي وهو حديث حسن عن عبد الرحمن بن عثمان القرشي قال: {أن طبيباً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها} هذا الحديث حسن، فنهى عليه الصلاة والسلام عن قتل الضفدع فهي محرمة، وأنا أسلفت أننا سوف نعود إن شاء الله إلى الأصل في ذلك.
القنفذ: هو حيوان متجمع على نفسه وهو معروف عند الناس، هل يؤكل أم لا؟ سئل ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه في سنن أبي داود وهو عند البيهقي وأحمد: عن قتل القنفذ؟ فتوقف فيه ابن عمر لعدم وجود نص لديه.
وقال للسائل: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [الأنعام:145] فما هو دليل هذا الجواب؟ يعني: أنه يؤكل، لكن أحد الصحابة من الجلوس قال: {سئل صلى الله عليه وسلم عن القنفذ؟ فقال: خبيثة من الخبائث.
فقال ابن عمر: إن كان سئل صلى الله عليه وسلم فأنا كما قال صلى الله عليه وسلم}.
الهر: هل يؤكل الهر أم لا؟ من المسلمات عند الناس أن الهر لا يؤكل، لكن لو طالبتهم بدليل لا يجدون دليلاً، فلماذا تحرمون أكل الهر؟ ولماذا تحرمون البطون الجائعة عن لحوم القطط اللذيذة؟ لأنه ورد تحريم الهر ولو لم يرد تحريمها كان الأصل فيها الإباحة، ففي سنن أبي داود وابن ماجة بسند ضعيف لكنه ينجبر بشواهد في حديث ابن عمر وغيره: {نهى صلى الله عليه وسلم عن أكل الهر وأكل ثمنها} فليعلم أن الهر حرام والحق لله رب العالمين.