شريحة من الناس تجد بعضهم إذا قلت له: يا أخي الكريم -يعني: تجده من اللاهثين وراء الأفلام، أو اللاهثين وراء المعاصي، ويعد نفسه أنه معتدل وسط- يا أخي الحبيب! لماذا لا تستقيم على أمر الله؟ لماذا لا تستقيم على دين الله؟ يا أخي الطيب، يا أخي المبارك لماذا لا تكون من الهداة المهتدين؟ يقول لك: أنا أريد أن أكون وسطاً، أنا لا أريد أن أكون أصولياً متطرفاً، ولا أريد أن أكون مروج مخدرات وصاحب شذوذ أخلاقي، أنا أريد أن أكون وسطاً.
ما هو الوسط؟ الوسط: أن تقبل التفرج على الأفلام، وأن تطلق بصرك في الشاشة على صور النساء، والوسط: أن يضيع وقتك بلا استفادة، الوسط في نظره: ربما أخرت صلاة الفجر إلى وقت الدوام الساعة السابعة، الوسط: أن تسمع الأغاني وأن تتذوق الفن، الوسط: أن تجامل مع الناس ولا تكون إنساناً جلفاً -يعني: آمراً بالمعروف أو ناهياً عن المنكر حسب مصطلحه- الوسط: ألا تكون فضولياً تتدخل بالنصيحة في الآخرين إذاً أنت أيها الأخ الكريم أنت الوسط؟ أنت المعتدل؟! وأنت يا فتاة لماذا لا تتحجبين؟ لماذا لا تتركين الرقص؟ لماذا لا تتركين اللهو؟ لماذا لا تتركين الغناء؟ لماذا لا تتركين مجلة سيئتي أو سيدتي؟ لماذا لا تتركين المجلات السخيفة مثل " نورا " و" كل الناس " والفيديو والتلفزيون ومجلة كذا وكذا؟ تقول: لا والله، إنني لست بفتاة متشددة، ولا منحرفة -تعني: زانية- أنا بنت وسط معتدلة.
طيب نقول لذلك الشاب الوسط ولتلك الفتاة المعتدلة: أنتم وسط ومعتدلون ماذا تسمون الرسول صلى الله عليه وسلم؟ الرسول وسط أو متشدد؟ عائشة وسط معتدلة أو متطرفة أصولية؟ سبحان الله! دعوى الوسط والاعتدال أصبح يدعيها الذين يطئون المنكرات، ويصبحون ويمسون على المعاصي بحجة أنهم وسط لا والله، أنا لا أقول: حرام أو لا ينبغي أو لا يمكن أو لا يعقل أن يوجد في المجتمع صاحب معصية أو صاحبة معصية لا، المعاصي وجدت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ووجدت من الرجال ومن النساء، وفي مجتمعنا توجد المعاصي من الرجال ومن النساء، لكن كانوا قديماً إذا عصى أحدهم ما قال: أنا وسط معتدل، قديماً إذا عصى أحدهم قال: أذنبت فأستغفر الله.
إذا عصى أحدهم أو إحداهن قالوا أو قالت: زللت فأستغفر الله، فيعودون إلى الله.
أما نحن فتجد العاصي ما يقول أذنبت يقول: أنا ممتاز، وأنا وسط، أنا أحسن من الذين يروجون المخدرات، أنا أحسن من الذين يروجون الخمور، أنا أحسن من الذين يروجون الأفلام الخليعة وهذه مصيبة: أن العاصي المقصر لا تجده راضياً عن نفسه فقط بل معجب بنفسه، فوق الرضا تجد إعجاباً ولا حول ولا قوة إلا بالله!