الأول مثلاً: (العِلمانيون) والتسمية الصحيحة: (العَلْمانيون) نسبة إلى العالم، لا العِلمانيون نسبة إلى العلم؛ لأن النسبة إلى العلم شرف، وأما النسبة إلى العالم فإنها معرة وخسة ونذالة وانحطاط فكري؛ لأن النسبة إلى العالم علماني كالنسبة إلى الدهر دهريون.
والعلمانيون هم أصناف وفئات وطبقات كثيرة جداً، وأشكالهم لا يعلمها إلا الله عز وجل، وتجمعاتهم كثيرة بدأت في بلاد الغرب، ثم في بلاد أمريكا، وانتشرت في بلاد المسلمين، بل وتمسك كثير من المسلمين بالعلمانية أكثر من تمسك العلمانيين الأصليين بها؛ فإنهم قد يتخلون عن مبادئهم بعد إثبات فسادها وبيان ضعفها، ولكن المسلمين وفاءً للغرب الكافر لا يتنازلون عنها، كنظرية داروين -مثلاً- الذي ثبت فشلها وكذبها في بلاد الغرب أجمع، وتخلوا عنها وتركوا تدريسها في المدارس، ولكن المسلمين لا يزالون وفاءً للغرب يدرسون هذه النظرية البائسة التعيسة التي تخالف دين الله عز وجل في خلق الإنسان.
وهكذا الديمقراطية، ومعناها: أن الناس يحكم بعضهم بعضاً، فلا حكم إلا للناس على الناس، أما حكم الله تبارك وتعالى فقد جعلوه وراء ظهورهم.
فتجد الناس يلهجون بها هنا وهناك، بل وبعض الجماعات الكبيرة التي لها ثقل عظيم تبنت كبر هذه القضية، وكتبوا فيها المقالات والكتب، يقولون: الديمقراطية في الإسلام، عنوان جذاب وخطير، يراه المرء لأول وهلة فيقول: نعم هناك ديمقراطية في الإسلام، مع أنه لا يعرف معنى الديمقراطية أصلاً.
فبعض الناس يتصورون أن المسلم يسعه أن يكون ديمقراطياً أو اشتراكياً أو علمانياً، إذا كان هذا ظنك بكل مسلم، فما المانع أن تتصور في المستقبل أنه يسع المسلم أن يكون كافراً؟! والعلمانيون في بلادنا قد أخلصوا كل الإخلاص لأسيادهم في بلاد أوروبا، ذهبوا إلى هناك بحجة دراسة العلوم الدنيوية، أو حتى العلم الشرعي، وإن المرء ليعجب أشد العجب ممن يذهب إلى فرنسا ليأخذ الشهادة في الأدب العربي، أو الشهادة في التفسير، أو الشهادة في علوم السنة، أو غير ذلك، أو يذهب إلى أمريكا أو أي دولة من دول أوروبا، وربما يكون هذا مقبولاً إذا كان هذا فيه علم من علوم الدنيا؛ لأنهم أخذوا علمنا وفاقوا علينا به ومن خلاله، فأصل تقدم أووربا كله نابع من كتاب الله ومن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن اجتهاد أهل العلم السابقين في الإسلام.
وهذا أمر لا ينازع فيه الغرب الآن، وآخر صيحة الآن يرجعون إليها هي: الطب بالأعشاب، فالغرب الآن بأجمع أدرك فساد هذه العقاقير الطبية، وهو يميل الآن إلى استخلاص هذه العقاقير من الأعشاب الطبية.
ولا شك أن هذا الأصل عندنا، وكل أصل أخذوه منا، وبرعوا وتفننوا فيه ونحن نيام، نسأل الله أن يوقظنا.
فتجد أن الواحد منهم يذهب إلى الدراسة هناك، ويتحول بزاوية (180) درجة، ويأتي بحرب شديدة شعواء على الإسلام وأهله، فيحتقر ويسترذل ويستدني كل مظاهر الإسلام والمسلمين، وينظر إليهم شزراً كأنه لا يعرفهم، وكأنه ليس منهم، بل ينظر بهذه النظرات إلى أبيه وأمه وإخوته وأبنائه، ويرميهم بالجهل والتخلف وغير ذلك، ثم يتطرق إلى الكلام في الدين وأن مظاهر الديانة تخلف ورجعية وغير ذلك، ولا أريد أن أذكر أسماءً؛ لأن الأسماء كثيرة جداً، فأعظم الشهادات العالية المرفوعة في البلد حصل عليها الأستاذ الدكتور الفلاني رئيس قسم كذا في كلية كذا في جامعة كذا، وهو علماني بحت، ويقول كلاماً أنا أتعجب لماذا لا يكفر نفسه؟! هذه ورقات قد طبعها بعض الطلاب في كلية من الكليات لهذا الأستاذ الدكتور، فانظروا ماذا يقول؟! يقول في يوم السبت الموافق: (11/ 10/97) محاضرة الفرقة الثالثة: ما هذا الكرسي الذي يقولون عنه: إنه وسع السماوات والأرض؟! ما هو مقداره؟! وهل من اللازم وجود هذا الكرسي؟! ويوم الثلاثاء: (14/ 10/97) محاضرة الفرقة الرابعة قال في قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [التين:1]: ما أدراني إن كانت الأسماء أسماء آدميين أم فاكهة؟ وعلى العموم أنا لا أحب إلا التفاح والعنب! استهزاء وسخرية بكتاب الله.
ثم يقول: ستجد نبياً ولد تحت التين والزيتون فوضعوا التين والزيتون في الآية، وإلا لماذا لا يقول: خيار وبطيخ وشبرى، لا أعرف ما علاقة الفاكهة بالمكان؟! ثم قال يوم الثلاثاء: (21/ 10/97) في محاضرة الفرقة الرابعة: من هذا الأهبل الذي قال لكم: إن الصحابة كانوا مؤمنين بصدق؟ إنما كانوا خائفين أن يقتلوا؛ فقالوا: نقول له الذي يريده، ونضع الصنم تحت السرير ونستريح.
وقال يوم السبت (25/ 10/97) في محاضرة الفرقة الثالثة لطالبة محجبة: ما هذه الملاية التي تلبسينها؟! استمري على ذلك حتى يسقط شعرك وحينئذ تعرفين الحق! وفي يوم الثلاثاء: (28/ 10/97) في محاضرة الفرقة الرابعة قام بطرد طالبة منتقبة بدون سبب، وبعد خروجها قال: ترفع علي لسانها من تحت الفوطة، أنا لا أعرف ما هي المناظر التي تخفيها عنا؟! وقال في يوم السبت: (8/ 11/97) محاضرة الفرقة الثالثة: المسيح -عليه السلام- كان يركب الحمار، ويدلدل رجليه المقشَّفتين