هذه عبادات عظيمات جداً وكثيرة جدا يحرص عليها المرء في رمضان، ويغفل عنها في غير رمضان، ولذلك ضرب الله تبارك وتعالى لذلك مثلاً عظيماً جداً في القرآن الكريم فقال: {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا} [النحل:92]، امرأة تغزل بمغزلها غزلاً ثم تصنع هذا الغزل ثوباً عظيماً قوياً يصلح للانتفاع به، يلبس، وتمشي به، وتتزين به، وتعمل به، لكنها مع هذا أتت إلى هذا النسيج وإلى هذا الثوب بغير حجة ولا برهان فنقضت هذا الثوب عروة عروة، حتى جعلته كومة عظيمة من الصوف، فأي انتفاع بهذه الكومة؟! بعد أن كانت الكومة ثوباً أصبحت قطناً متناثراً لا ينتفع به، {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا} [النحل:92]، وضرب هذا المثل لمن كان على عبادة صحيحة وسليمة، وأعمال البر في رمضان، وترك ذلك في غير رمضان.
فينبغي أن تتنبه يا عبد الله أن عين التوفيق أن توفق للعبادة التي كنت تعملها وتتعبد بها في رمضان في غير رمضان، أما أنك تتركها بالكلية فاعلم أن هذا نوع من التردي في الهاوية، واعلم أن شهر رمضان قد رحل، وأن الذي خلق رمضان خلق غير رمضان، وأمرك في بقية الشهور والأيام بما أمرك به في رمضان، فلا بد أن تعتقد ذلك؛ لتنطلق فتعمل لله عز وجل على أنه صاحب الأمر والنهي، ولا بد أن تداوم على العبادة، وأن تحرص على الطاعة؛ حتى يكون ذلك علامة وأمارة على قبول ما كنت تعمل في رمضان.
وينبغي أن نسير كما سار السلف، وأن نتشبه بهم: تشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح أي: تشبهوا بالسلف رضي الله تعالى عنهم في أقوالهم وأفعالهم وطاعتهم، وهروبهم من المعاصي، كان الواحد منهم يهرب من المعصية كما نهرب نحن من الذئب والأسد.
وجاء في الحديث: (كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل) إنها فانية زائلة.
وقال عبد الله بن عمر: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح.
فما سميت الدنيا بهذا الاسم إلا لدنوها ودناءتها، فاحرصوا على الباقي واتركوا الزائل.
أسأل الله تعالى أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال والأقوال؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في أفغانستان وفي الشيشان وفي فلسطين، اللهم أمدهم بمدد من عندك، وأنزل عليهم جنداً من جندك.
اللهم يا منزل الحديد، وجاعلاً فيه البأس الشديد، وجاعلاً فيه منافع للناس اجعل بأسه على الكافرين، ومنافعه للموحدين.
اللهم إنا نسألك أن تمد المجاهدين بمدد من عندك، اللهم ثبتهم يا رب العالمين، اللهم اجعل أفغانستان مقبرة للنصارى، اللهم اجعل أفغانستان مقبرة للأمريكان، ومقبرة للروس، واجعل أرض فلسطين أرض الشام مقبرة لليهود، اللهم أهلكهم على أيدي عبادك المخلصين الصالحين من المجاهدين في شرق الأرض وغربها.
اللهم كن لعبادك المؤمنين ولا تكن عليهم، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم انصرهم نصراً مؤزراً، اللهم ثبتهم تثبيتاً عظيماً.
اللهم قو الإيمان في قلوبنا أجمعين، اللهم قو الإيمان في قلوبنا أجمعين، اللهم قو الإيمان في قلوبنا أجمعين، وصلى الله على النبي الأمين، وأقم الصلاة.