من هذه الخطوط: الاهتمام بتربية النشء المسلم على توحيد الله عز وجل، وعلى حب الله عز وجل، فإن المرء لا يؤمن حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يبغضه لا يبغضه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار.
لابد من تربية النشء على هذه المعاني الإيمانية الطيبة القوية، ولذلك أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي عمرو سفيان بن عبد الله أنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام: (يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: قل: آمنت بالله، ثم استقم).
يعني: إيمان يتبعه استقامة، إيمان له مقتضيات وله شروط وله أركان، فلابد من الوفاء بها والإتيان بها.
وكذلك نربي أطفالنا على حب أهل الإيمان والإسلام، وبغض الكفر والكافرين، وحب الجهاد في سبيل الله عز وجل؛ لأنه لا عز للإسلام ولا سؤدد لهم ولا شرف إلا برفع راية الجهاد، خاصة في هذا الزمن بالذات، فلا يمكن رد الكافرين إلا برفع راية الجهاد، ولذلك من صور النهوض بالأمة، ومن صور الإصلاح فيها: ترسيخ عقيدة الولاء والبراء.
يا بني! تحب من؟ وتبغض من؟ متى تحب؟ ومتى تبغض؟ لمن ينعقد الحب؟ ولمن ينعقد الولاء؟ وعلى من ينعقد البراء؟ تبرأ ممن، ولماذا؟ لابد أن يتربى النشء على هذه المعاني الطيبة.