قال النبي عليه الصلاة والسلام في آخر هذا الحديث الذي يصف أحوال الأمة: (وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) أي: البأس بيننا شديد، العلة والداء: (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له دواء، فتداووا عباد الله) أين الدواء؟ الرجوع والتحاكم إلى الله وبكتاب الله، الواحد منا يأبى أخذ حقه بمجالس التحكيم الشرعية، ويصر على الذهاب إلى تلك المحاكم، وما هي إلا ترجمة عملية لترك التحاكم بكتاب الله وإلى شرع الله.
(وما لم تحكم أئمتهم) من الحكام والعلماء والأمراء بل والعامة، (إلا جعل الله بأسهم بينهم) حتى عمَّ البأس بين الزوج والزوجة وبين الوالد وولده وبين الكبير والصغير وبين الرجال والنساء عم البأس جميع فئات الأمة، لماذا؟ لتركهم لكتاب الله والتحاكم إلى شرع الله.