كان أول ظهور هذه البدع في القرن الثالث عشر سنة (1260م)، فقد ظهر في جنوب إيران رجل يدعى بـ الميرزا علي بن محمد الشيرازي، ظهر في مدينة شيراز في جنوب إيران، وزعم أنه الباب إلى المهدي، ثم زعم بعد ذلك أنه المهدي المنتظر، ثم لما تبعه مائة من أغبياء البشر ومن أشباه القردة والخنازير تبعوه على هذا الإفك الظاهر والشر الواضح الفاضح، زعم بعد ذلك أنه نبي، وأرسل إلى الألوسي يقول له: بأن الله قد بعثني كما بعث محمداً صلى الله عليه وسلم أو بمثل ما بعث به محمداً صلى الله عليه وسلم.
وكان في ذلك الوقت عصر الخلافة العثمانية، وكان في الناس نخوة ودين، فأخذ هذا الرجل الذي لقب نفسه بالباب؛ لأنه يزعم أنه الباب إلى المهدي، ثم زعم أنه المهدي ثم زعم أنه نبي وأن الله عز وجل أرسله بما أرسل به محمداً أو بمثل ما أرسل به محمداً صلى الله عليه وسلم، أخذ هذا الرجل الخبيث فقتل، ولكن أتباعه بقوا، فاستمر على الدعوة بعده ابنه حسين بن علي والذي لقب بـ بهاء الدين، وكان الرجل الأول شيعياً خبيثاً، والثاني كان صوفياً من كبار الصوفية في زمانه، وعقائد الصوفية والشيعة تساعد على ظهور هذا الإفك الواضح والشر الفاضح، فإن الشيعة يزعمون بأن الأئمة الاثني عشر وهم علي رضي الله عنهم وذريته، يزعمون بأنهم في منزلة لا يصل إليها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وأنهم أعلى من جميع الرسل والأنبياء، وبأنهم يتلقون عن الله عز وجل مباشرة.
كذلك الصوفية يزعمون بأنهم يتلقون من الله عز وجل مباشرة، كما قال أبو يزيد البسطامي: أخذتم علمكم ميتاً عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت.
وقال بعضهم: أنتم تأخذون عن عبد الرزاق -أي الصنعاني - ونحن نأخذ عن الواحد الخلاق.
فيزعمون أن الواحد منهم يتلقى من الله عز وجل مباشرة، ويقولون: بأن هذا هو العلم اللدني.
وقالوا أيضاً: خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله.
يقولون: إن الأنبياء عندهم علم الشريعة ونحن عندنا علم الحقيقة.
ويزعمون أن عندهم من العلوم المتلقاة عن الله عز وجل ما ليس عند الأنبياء الكرام.
ويعتقدون بأن الأولياء أعلى من الرسل والأنبياء، كما قال بعضهم: مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي أي: أن أعلى الناس منزلة هم الأولياء ثم الأنبياء ثم الرسل.
وأبو يزيد البسطامي يفتح باب ادعاء النبوة، فيقول: ختم بمحمد صلى الله عليه وسلم المرسلون، فاستبدل كلمة النبيين بكلمة المرسلين، أي: أنه لا رسول بعده، ولكن قد يكون هناك من الأنبياء من يأتي بعده.
وقال: إنما انقطعت نبوة التشريع، أي: قد تكون هناك نبوة غير نبوة التشريع؛ ولذلك ظهرت هذه الدعوات الكاذبة: القاديانية والبابية والبهائية، إما أنهم من الشيعة أو من الصوفية، رضعوا لبانها وتغذوا على مبادئها، فتحت لهم الصوفية والشيعة هذا الباب فولج منه من ولج، ودخل هذا الشر على المسلمين، وأعداء الإسلام يروجون لهم ويعينونهم بالمال؛ لأنهم ينخرون في جسد الأمة من أجل أن يقضوا على البقية الباقية من الإسلام.
فهذه الدعوات قائمة على ادعاء النبوة، فهم ليسوا من الأمة بحال، ولا حتى من الفرق النارية، ولا نقول: هم من أهل البدع، بل هي أديان جديدة باطلة، وأصحاب هذه الأديان الباطلة أضل وأشر وأخبث من اليهود والنصارى، وفيهم من الفجور ومن الخروج عن شرع الله عز وجل ما يدل على أنهم على باطل، وليسوا من الحق في شيء.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.