إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب)، فالله عز وجل جعل القلب مع الجوارح كالملك مع الرعية، فإذا صلح الراعي صلحت الراعية، وإذا فسد الراعي فسدت الرعية.
وحياة القلب أولى بالاهتمام من حياة الجسد؛ لأن حياة القلب تؤهل العبد لسعادة وحياة طيبة في الدنيا ينقلب منها إلى سعادة أبدية سرمدية في جنة الله عز وجل.
أما حياة الجسد فهي تؤهله لحياة في الدنيا غير منغصة بالمرض.
كذلك موت الجسد يقطع عن الدنيا، أما موت القلب فيقطع عن الدنيا والآخرة، ويشقى العبد بذلك أبد الآباد، كما قال بعض السلف: يا عجباً من الناس يبكون على من مات جسده ولا يبكون على من مات قلبه وهو أشد!