علامات فساد التوبة وعلامات صحتها

هناك علامات للتهمة في التوبة، وعلامات لصحة التوبة، فمن علامات التهمة: - استمرار الغفلة وانتكاس القلب إلى الذنب الفينة بعد الفينة، وتذكر حلاوة مواقعته.

- ومن ذلك: ألا يستحدث العبد أعمالاً صالحة بعد التوبة، فإذا وجد العبد في توبته هذه العلامات؛ فإنه يشك في توبته، وينبغي أن يعلم أن توبته تحتاج إلى توبة.

- ومن ذلك: طمأنينة النفس، فكأنه قد علم بأن توبته قد قبلت، وأن حوبته قد محيت، ولم يبق إلا أن تقوم القيامة حتى يعطى منشوراً بالأمان، فهذه علامات التهمة.

وأما علامات صحة التوبة فمنها: أن يستحدث العبد أعمالاً صالحة بعد التوبة، فهي التي تصدق التوبة وتشير إلى أن التوبة كانت توبة صادقة، قال عز وجل {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان:71]، أي: توبة صادقة وتوبة صحيحة.

ومن ذلك: أن يظل العبد على الخوف حتى تنزل عليه الرسل بقول الله عز وجل: {أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت:30].

فهناك يزول خوفه، فإنما يقال ذلك لمن طال خوفه في الدنيا، وعظم حزنه على ما فرط منه، أما من لم يخف الله عز وجل، ومن لم يحزن على ما فرط منه فلا يقال له شيء من ذلك.

من علامات الصحة كذلك: أن يتقطع قلب العبد خوفاً من الله عز وجل، قال الله عز وجل: {لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [التوبة:110].

قال سفيان بن عيينة تقطعها بالتوبة، ومن لم يتقطع قلبه بالتوبة في الدنيا تقطع قلبه إذا عاين الحقائق، وإذا عاين ثواب المطيعين وعقاب العاصين.

ومن علامات الصحة كذلك: كسرة تصيب قلب العبد فتتطرحه على باب الله عز وجل ذليلاً، ويكون حاله كحال عبدا أبق وهرب من سيده بعد كثرة جناياته ومخالفاته، فأحيط به وأعيد إلى سيده وهو يعلم أنه لا حياة له، ولا سعادة له إلا في طاعة سيده، وهو لا يستغني عن سيده طرفة عين، فلله ما أحلى قوله عند ذلك: أسألك بقوتك وضعفي إلا رحمتني، أسألك بغناك عني وفقري إليك، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سواي كثير وليس لي سيد سواك، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الخائف الضرير، يا من ذل لك قلبه، وخشعت لك جوارحه: يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به مما أحاذره لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره ولا يهيضون عظماً أنت جابره أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015