من حفظ حدود الله عز وجل وحفظ أوامره ونواهيه كان الله عز وجل معه، وهذه هي معية التأييد والنصرة والتسديد وإجابة الدعاء، وهي المعية الخاصة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له أبو بكر: (لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا، فقال: ما ظنك باثنين الله ثالثهما).
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:128].
وكما قال عز وجل لهارون وموسى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:46]، أي: بتأييدي ونصري وبسماع دعائكما.
وهذه المعية الخاصة عباد الله! بخلاف المعية العامة: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة:7]، هذه هي المعية العامة عباد الله! فالجميع تحت سمع الله عز وجل وتحت بصره، وهذه المعية العامة عباد الله! تستوجب من العبد الحذر من الله عز وجل والخوف منه ومراقبته.
أما معية التأييد والنصرة والتسديد فتستوجب من العبد أن يستغني بالله عز وجل، وأن يتقوى ويستأنس بالله عز وجل.
يذكر أن أحد العلماء كان يجلس وحده ويكثر من الخلوة، فقيل له: ألا تستوحش وحدك؟ قال: كيف ذلك وهو يقول: أنا جليس من ذكرني؟ فهذه هي المعية الخاصة معية الأنس ومعية التأييد ومعية النصرة.