ادعوا أن هتلر النازي ومن معه أحرق منهم بزعمهم ستة ملايين، وقالوا: تسعة ملايين، وقالوا: بل مليونان، وقال بعضهم: بل مليون واحد من اليهود.
هكذا يزعمون أن النازي أحرقهم، وكان ذلك في سنة (1940هـ) حين حدثت الحرب بين الحلفاء وبين دول المحور، بين ألمانيا ومن معها وبين بريطانيا ومن معها، وإذا باليهود يعلبون بين الاثنين، يوهمون هتلر ومن معه أنهم معه فيقتلون رجلاً من الإنجليز، ويفعلون بين الاثنين وقعات ليكون لهم الحكم هنا وهناك، ويفعلون ما يحلوا لهم.
كانوا في معسكرات هتلر مع من معه وقتل منهم البعض، واستعان بكثيرين منهم حتى قالوا: كان هناك مائة ألف يعملون في معسكرات النازيين من اليهود، وكان يكافئهم ويعطيهم، ولما غلب هتلر ودخلوا في معسكر اسمه دخام قالوا بأنه كان يحرقهم فيها.
أخذوا قادة هذا المعسكر واستجوبوهم، ومن أطاعهم كتبوا عنه ما يقول من أكاذيب، فقالوا: قتل مليون، أدخلهم في أفران الغاز حتى خنقهم ثم أخرجهم إلى المحارق وبدءوا يكذبون، وإذا بالمحققين من أعداء الألمان يكشفون الحقيقة، يقول قاض أمريكي كان يحقق في داخل هذه المعسكرات: لقد مكثت فيها سبعة عشر شهراً وأنا أعلم بما كان يدور فيها، ولا يوجد فيها دليل واحد يدل على أن اليهود قد أحرقوا، أو أنهم قد قتلوا في أفران الغاز، ولكن اليهود يكذبون ويصدقهم الناس؛ لأن معهم وسائل الإعلام، فيصدقونهم ويقولون: أحرق منهم ستة ملايين، ويأتون بالبعض ويرغمونهم بالتعذيب على الاعتراف أن اليهود كانوا محكورون في غرف، واسمع ما تتعجب منه.
يقول بعضهم -وكأنه يعترف تحت التعذيب-: لقد رأيت في الغرفة الواحدة من هذه الغرف ما بين السبعمائة إلى الثمانمائة وهم محشورون بعضهم على بعض قياماً، انظر بعقلك هل يصدق مثل هذا الكلام؟ كم مساحة هذه الغرفة أيها الكذاب؟ قال: (28)، وهل يحشد في مثلها ثمانمائة من اليهود أو سبعمائة؟ ترى ما كانت أحجامهم؟ هل كانت بالسنتيمتر؟ أم كانت أحجامهم من هواء، أو كانوا أشباحاً حتى يحشر منهم الثمانمائة في غرفة كغرفة معيشة أحد ما؟! هذه مساحة الغرفة التي يزعمون، وكم كان يقتل أيها الكذاب في كل يوم؟ قال: أكثر من ستين ألفاً من اليهود في اليوم الواحد، وكم كان عدد اليهود في هذه الأماكن؟ ما زاد عدد اليهود على بضعة ملايين قليلة.
فإذا باليهود يفترون هذا الذي يقولونه ويصدقهم العالم؛ لأنهم دخلوا في رءوس الحكام بأموالهم فغيروا حتى صدقهم الناس، وإن كانوا في بواطنهم لا يصدقون، ولكن أموال اليهود تجعلهم يصدقون ذلك، مكيدات اليهود تجعلهم يخافون من عكس ذلك فاعترفوا لليهود، وإذا بالألمان المغلوبون المدحورون المهزومون تطالبهم اليهود بثمن هذا الذي صنعه، وكم يريد اليهود؟ قالوا: نريد واحد ونصف مليار دولار ثمن هذه المحارق التي صنعتموها، والألمان لم يعترفوا ولكنهم أعطوا صاغرين ستين مليار دولار، ولم يسكت اليهود ففي كل يوم يطالبون بديات الذين أحرقوا، نريد ديار أصحابنا الذين أحرقتموهم، نريد أن نعيش اليهود في فلسطين لكن طردتموهم، نريد ونريد وهم يدفعون لهم صاغرين أذلة.
سميت هذه المحرقة أو أماكن الغاز بـ: الهولوكست، ومنع الناس من أن يتكلموا عنها وصارت حرماً آمنا وحجراً محجوراً، لا يقدر أحد أن يفند ما قال اليهود، وأنهم كذابون فيما زعموا، وأنه لم يحدث ذلك أصلاً، لكن البعض تجرأ وتكلم، مثل أستاذ فرنسي في الجامعة يدرس الأدب الفرنسي، تكلم في كتابه عن هولوكست بأنها لا تعقل، وأنه جمع الوثائق فيها فليس فيها وثيقة واحدة باسم هتلر تدعو إلى قتل اليهود، بل كان يعطيهم أموالاً وكان يبغضهم، فلما قال الرجل ذلك قامت القيامة، وجرد من أستاذيته، وطرد من الجامعة، وسحب منه لقب الدكتوراه، انظر رجل تكلم أن اليهود كذابون في المحرقة التي تكلموا عنها فكان هذا مصيره.
وهذا آخر يحضر الدكتوراه في الموضوع نفسه، وأخذ الدكتوراه بتقدير جيد جداً، أخذها وبعد ذلك تكلموا عنه في وسائل الإعلام، فلما اشتهرت رسالته إذا بهم يأخذون منه اللقب الذي أعطوه ويفصلونه من الجامعة، ويعاقبون أستاذه الذي أعطاه وأشرف على هذه الرسالة لكونه كذب اليهود.
وهذا قاض آخر إنجليزي أو فرنسي تكلم عن هذه المحرقة فجرد من الدكتوراه التي كانت معه، وعوقب بأن يدفع عشرة في المائة من راتبه بأثر رجعي لليهود عقوبة له على أنه تكلم عن كذب اليهود.
وهذا جاروزي ذاك الأستاذ الفرنسي الذي أسلم -وهو فيلسوف فرنسي- وتكلم عن محارق اليهود، وأنهم كذابون، فإذا بأربعة عشر بابا وداراً للمحاماة تتبرع بأن تنزل به النكال والعقاب في كل المحاكم في فرنسا، ويعاقب الرجل على أنه أساء للسامية، وأنه معادي لليهود.
هؤلاء اليهود قدروا أن يصنعوا ذلك.
في سنة خمس وستين دخل رجل من اليهود إلى مرحاض في حانة -خمارة- فوجد المرحاض مكتوب فيه طعن في اليهود فقامت الدنيا ولم تقعد، وأتي بمحققين ورفعوا البصمات عن المرحاض ليقارنوها ببصمات اثنين مليون أمريكي لينظر من فيهم الذي كتب ذلك عن اليهود؟ كيف وصلوا اليهود إلى ذلك؟ وصلوا بأموالهم وصلوا بالجنس وصلوا بالنساء وصلوا بالتعمية وإدخال النساء في قلوب من يحكمون الخلق.
هؤلاء اليهود تقوم الدنيا ولا تقعد لو أن واحداً منهم مس بأذى، وهذا سيد الخلق محمد صلوات الله وسلامه عليه حبيب رب العالمين حبيب جميع المؤمنين يتكلمون عنه الآن فيسخرون منه، من وراء ذلك؟ من الذي دفع هذا الدنمركي إلى أن يرسم صوراً عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها البذاءات، والحقارات، والإساءات إلى رسول رب العالمين سبحانه وتعالى وصلوات الله وسلامه عليه؟ إنهم اليهود من وراء ذلكم.
في سنة (1988مـ) فعلوا الشيء نفسه مع المسيح، أخرجوا قصة عن المسيح يشوهونه فيها ويرمونه بالجنس، وثارت النصارى ثم سكتوا، علم اليهود أن هذا رد فعلهم، الآن يفعلون ذلك بالمسلمين ليروا كيف يكون رد فعل المسلمين؟ هل يقومون قومة رجل واحد فيعتصمون بالله سبحانه ويدافعون عن دينهم؟ أم أنهم يسكتون ويتكلم المنافقون: عليكم بالرحمة، وعليكم بالسلم، وعليكم بكذا! وعليكم بكذا! والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ودعوهم يقولون ما يقولون فإذا بهم يسكتون المسلمين في كل مكان.
فاحذروا أيها المسلمون مما يريد بكم الكفار، فإن هؤلاء لا دين لهم لا أمان لهم لا عهد لهم، يتطاولون على سيد الخلق والمسلمون في سبات، لعل هذا الذي أتاكم يوقظ الإيمان في قلوبهم فيرجعون إلى ربهم، وينصرون دينهم، ويدافعون عن نبيهم صلوات الله وسلامه عليه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.