قال: (ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له).
وهذا رمضان الآن لا زال ينسلخ منا شيئاً فشيئاً وتتسرب أيامه كما يتسرب الماء من بين الأصابع، فبالأمس دخل رمضان واليوم دخلنا في ليلة أربع وعشرين، وهي ليلة نزول القرآن، وكل ليلة من الليالي الباقية لها فضيلة من الفضائل، وقد تكون ليلة القدر من رمضان حين يوفى العامل فيها أجره على ما أسلف من عمل في هذا الشهر.
فلا تفرط في هذه الليالي الباقية، واحرص على ذكر الله عز وجل واحرص على الدعاء، والإلحاح على الله سبحانه وتعالى، فالله يحب من عبده أن يلح عليه بالدعاء.
وشهر رمضان هو شهر مليء بالمغفرة من الله عز وجل، فأنت صائم وإذا جئت تفطر فإن الله يغفر لك، وقد يكون العبد من عتقاء الله سبحانه وتعالى من النار، لأن له عتقاء في كل ليلة من ليالي هذا الشهر.
وأنت في هذا الشهر عندما تصلي الصلوات الخمس فربنا يغفر لك ما بين الصلاة إلى الصلاة، وبمجرد ما ينتهي رمضان ربنا يغفر لك بالصيام ما بين رمضان إلى رمضان، لصيام وقيام رمضان له فضل عظيم، وإدراك ليلة القدر وقيامها كم فيه من المغفرة والفضل الزائد.
ورغم كل هذه الفضائل فيأتي من الناس من يخرج من رمضان ولم يغفر له، فهذا إما أن يكون مرائياً بعمله، وإما ما عمل أصلاً، وإما أن يكون كافراً، فإنسان لم ينتهز مثل هذه الفرصة العظيمة يستحق دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بقوله: (رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له).