الجانب الثالث: حبك للمشكور عز وجل، فيجب أن يكون هناك حب، لأن النفوس جُبلت على حب من أحسن إليها، فالواجب أن تحب عمك الحنون وخالك الحنون، وتكره عمك الجاحد، ولا تحب خالتك التي لا تحن عليك بعد موت أمك، فالواجب أن تحب من أحسن إليك.
ولذلك سيدنا عمر كان له دعاء غريب فكان يقول: (اللهم لا تجعل لفاجر علي نعمة حتى لا أحبه) أي: يا الله! لا تجعل فاجراً يعمل معي معروفاً؛ حتى لا أضطر إلى حبه، لأني مجبول على هذا.
فالإنسان مجبول على حب من أحسن إليه.
الجانب الرابع: لا تستخدم النعمة في إغضاب صاحب النعمة، فالإنسان لا يستخدم المال في إسراف ولا في إنفاق غير ما يرضي الله، ولا يستخدم الصحة فيما لا يرضي الله، ولا يستخدم الجاه فيما لا يرضي الله، وإلا لم يصر من الشاكرين.