أحمد الله رب العالمين، حمد عباده الشاكرين الذاكرين، حمداً يوافي نعم الله علينا، ويكافئ مزيده، وصلاة وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد، اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاماً دائماً متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد: فلابد أن نعرف أن للاستقامة شروطاً محددة، وعلامات نفسية تستطيع أن تعرف بها هل أنت من أهل الاستقامة أم أنك مازلت على بداية الطريق، يا ترى! هل خطوت خطوتين داخل الطريق، أم قطعت شوطاً طويلاً أو قصيراً؟! فالاستقامة لها شروط: فأول شرط من شروط الاستقامة: صدق الإيمان بالله عز وجل: مشى الأصمعي مرة في السوق، فوجد ابنته الصغيرة تحمل إناءً وقد وضعت فيه رماناً، فمشى شخص وسرق رمانة من الرمان، فلقيه شخص يطلب صدقة فقال له: خذ هذه الرمانة، فقال له الأصمعي: لماذا صنعت هذا؟ فقال: لقد أخذتها بسيئة، وأعطيتها بعشر حسنات! فهذا سارق يسرق لله، وفي داخله نفحة من الإيمان.
يقول صلى الله عليه وسلم: (لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) يعني: لحظة ارتكابه للذنب يرتفع عنه الإيمان، لأنه لو وجد الإيمان لوجدت الاستقامة.