عظم الثواب على قراءة القرآن

والحرف في التلاوة في المصحف بعشر حسنات، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (لا أقول: ألم حرف، وإنما ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).

فهذه ثلاثون حسنة، وربنا كريم يضاعف إلى سبعمائة ضعف، ولكن أنت لا تحسبها هكذا، ولكن سل الله القبول فقط.

والحرف في الصلاة في القرآن بمائة حسنة، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يدخل في الصلاة يقول: (وجعلت قرة عيني في الصلاة).

وسيدنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وقف يصلي فسلم فوجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم جالساً بجانبه، فقال أبو موسى الأشعري: أوتسمعني يا رسول الله؟! فقال صلى الله عليه وسلم: (يا أبا موسى! لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود.

فقال: يا حبيب الله! والله لو أعلم أنك تسمعني لحبرته لك تحبيراً).

ولذلك قال: (اسمع القرآن ممن إذا سمعته قلت: إنه يخشى الله).

فإذا أردت أن تسمع القرآن فاسمعه من شخص تقول: هذا الرجل بينه وبين الله شيء، وقد تسمع بعض القراء لكتاب الله ولا تشعر أن لسانه يتلو، ولكن تشعر أن قلبه هو الذي يقرأ عليك.

قال الحسن البصري: سمعت القرآن من ابن مسعود، فلما ترقى بي الحال -حال الإيمان- صرت كأني أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ترقى بي الحال صرت كأني أسمع جبريل يقرؤه على رسول الله، فلما ترقى بي الحال صرت كأني أقرؤه من اللوح المحفوظ.

فهؤلاء ناس هممهم عالية جداً، نسأل الله أن يحشرنا في زمرتهم.

وقد كان سيدنا أحمد بن حنبل رحمه الله مريضاً فيتكئ قليلاً، ويستأذن من تلاميذه فيأذنون له، فإذا ذكر في الحديث أو في الكلام الشافعي أستاذه أو مالكاً أو أبا حنيفة جلس وقال: يجب أن نحترم علماءنا.

هذا وهم غير موجودين.

وكان يقول: الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للبدن.

ولذلك نفع الله بعلمهم، وعلمنا رجع إلى الخلف، نسأل الله أن يقدمنا بالعلم، وأن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015