كان الطلب الأول الذي طلبه هولاكو: تسليم مجاهد الدين أيبك وسليمان شاه، اللذين كانا يتزعمان فكرة الجهاد في سبيل الله في بغداد، ولكن الخليفة رفض هذه الفكرة وعلم هولاكو من مؤيد الدين العلقمي خطورة هذين فطلب تسليمهما، فوافق الخليفة العباسي على تسليمهما استرضاءً للتتار، وبعث بالرجلين، لكن هولاكو الخبيث أراد تفريغ بغداد من المجاهدين فأعادهما وقال: ابعثوا معهما أتباعهما لنفيهم إلى الشام، وقال: نحن فقط سننفيهم إلى الشام، ووافق الخليفة وجمع لرسل هولاكو كل الناس الذين كانوا مؤيدين لفكرة سليمان شاه ومجاهد الدين أيبك، وبعثهم لـ هولاكو لكي ينفيهم إلى الشام، وانتهز بعض الجبناء من المسلمين الفرصة، وطلبوا من الخليفة أن يخرجوا مع الوفد، لكي ينفوا للشام، وفي نظرهم أن هذا أحسن لهم من محاربة التتار، ووافق الخليفة على ذلك، وخرج الوفد الكبير سليمان شاه ومجاهد الدين أيبك وأتباعهما، وأولئك الجبناء الذين طلبوا النفي إلى الشام اختياراً، وتسلمهم هولاكو، فقام هولاكو؟ فقتلهم جميعاً، فكانت خيانة عظمى وجريمة كبرى! ولكنها خيانة متوقعة.
وهكذا دبّ الرعب في أوصال الخليفة العباسي المستعصم بالله، وأدرك في لحظة كانت واضحة لكل أهل الأرض من أن هؤلاء لا عهد لهم ولا أمانة، ولكن هذا الإدراك كان متأخراً جداً بعد أن فرغت بلاد المسلمين من الصفوة.