) .
فعنى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وِلَادَته حَيا، فَأَشَارَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ إِلَى أَنه إِذا اسْتهلّ بعد الْولادَة ثمَّ دفن فقد وئد، وَقصد بذلك أَن يدْفع قَول من توهم أَن الْحَامِل إِذا أسقطت جَنِينهَا بالتداوي فقد وأدته.
وَمِمَّا يُؤَيّد مَا ذكرنَا من معنى التَّوَاتُر قَوْله تَعَالَى: {ثمَّ أرسلنَا رسلنَا تترا} ، وَمَعْلُوم مَا بَين كل رسولين من الفترة وتراخي الْمدَّة.
وروى عبد خير، قَالَ: قلت لعَلي رَضِي الله عَنهُ: أَن عَليّ أَيَّامًا من شهر رَمَضَان، أفيجوز أَن أقضيها مُتَفَرِّقَة قَالَ: اقضها إِن شِئْت متتابعة، وَإِن شِئْت تترى.
قَالَ: فَقلت: أَن بَعضهم قَالَ: لَا تُجزئ عَنْك إِلَّا متتابعة، فَقَالَ: بلَى تُجزئ تترى، لِأَنَّهُ قَالَ عز وَجل: {فَعدَّة من أَيَّام أخر} وَلَو أرادها متتابعة لبين التَّتَابُع كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: {فَصِيَام شَهْرَيْن مُتَتَابعين} .
وَعند أهل الْعَرَبيَّة أَن أصل تترى وَترى، فقلبت الْوَاو تَاء، كَمَا قلبت فِي تخمة وتهمة وتجاه، لكَون أُصُولهَا من الوخامة وَالوهم وَالْوَجْه.