فلما وقع هذا الإخبار في هذا المكان، ثم جاء بعده: (أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو شاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم) الأعراف: 100. فأجرى الفعل على إضمار فاعله، ثم عاد إلى ذكر الطبع، كان إجراؤه على إظهار الفاعل أشبه بما بنيت عليه الآيات المتقدمة من الانتقال من الإضمار إلى الإظهار المختار استعماله في المكان.
وأما الآية التي في سورة يونس وهي: (كذلك نطبع على قلوب المعتدين) يونس: 74. فلأن ما قبلها جار على حد واحد وسنن لاحب وهو إضمار الفاعل من حيث في قصة نوح قبلهن وهي من مبتدأ العشر (واتل عليهم نبأ نوح) يونس: 71 إلى أن قال) فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين* ثم بعثنا من بعده رسلا إلى
قومهم) فقال بعده: كذلك نطبع على قلوب المعتدين) يونس: 73-74
ولم يتقدمه ما يخالفه هذا المنهج، ولم يبن على الطريقين فاتبع الأول وحمل عليه في إضمار الفاعل فيه.