يهوذا ونصف سبط من سبط ميشا، فسبوهم جميعا غير هذين السّبطين ونصف سبط، فرجعوا بهم إلى أرضهم، وقد كان أوحى الله تعالى إلى بني إسرائيل إذا أسركم (?) عدوّكم أو أصابتكم مصيبة فادعوني فإذا دعوتموني استجبت (?) لكم، فلمّا أسروا نسوا أن يدعوا الله زمانا من الدّهر حتى إذا ذهبت أيّام عقوبتهم ونزلت أيّام عافيتهم أوحى (?) الله تعالى إلى نبيّ من أنبياء (?) بني إسرائيل يسمّى شعيا فقال: ائت حزقيا، وهو الملك يومئذ، فقل له: ابعث إلى بني إسرائيل نبيّا قويّا أمينا، وكان في ملكه خمسة من الأنبياء، فقد ذهبت أيّام عقوبتهم ونزلت أيّام عافيتهم (?) وإنّي (156 ظ) ملق في قلوب ملوكهم وأشرافهم أن يرسلوهم معهم، فجاء شعيا إلى حزقيا حتى أبلغه ذلك، فقال له حزقيا: أنت الذي أمرت بذلك فابعث، فقال له: إنّ الله تعالى أوحى أن آمرك بأن تبعث فابعث، فقال له حزقيا: فيمن تشير عليّ؟ قال: ابعث يونس بن متّى فإنّه قويّ أمين، قال: فأرسل حزقيا الملك إلى يونس فأتاه، فقال له: إنّ (?) شعيا النّبيّ عليه السّلام أتاني فقال: إنّ الله أوحى إليّ أن ائت حزقيا فمره يبعث نبيّا إلى بني إسرائيل فإنّه قد ذهبت أيّام عقوبتهم ونزلت أيّام عافيتهم وإنّي ملق في قلوب ملوكهم وأشرافهم أن يرسلوهم معه فأنت نبيّ قويّ أمين فانطلق إلى بني إسرائيل، [قال] (?): آلله أمرك بهذا؟ قال: لا، قال: فسمّاني لك؟ قال: لا ولكن أمرت أن أبعث نبيّا قويّا أمينا فأنت نبيّ قويّ أمين، قال: إنّ في بني إسرائيل قويّا أمينا غيري فابعث غيري، فقال حزقيا: بحقّ الملك إلاّ ذهبت، فلمّا عزم الملك على يونس انطلق فلم يجد بدّا، ورجع يونس ليتزوّد، وخرج مغاضبا لحزقيا حتى أتى بحر الرّوم فوجد قوما قد شحنوا سفينتهم، فقال لهم: احملوني معكم، فعرفوه فحملوه، فلمّا كانوا في البحر اضطربت السّفينة وكادت تغرق، فقال ملاّحوها: يا هؤلاء إنّ فيكم رجلا عاصيا؛ لأنّ السّفينة لا تفعل (?) هذا من غير الرّيح إلاّ وفيها (?) رجل عاص، فقالت التّجّار: إنّا قد جرّبنا مثل هذا وكنّا نقترع بالسّهام فمن خرج سهمه ألقيناه في البحر فإنّه لأن يغرق (?) رجل واحد خير من أن يغرق جميع أهل السّفينة، قال: فاقترعوا بسهامهم فخرج سهم يونس عليه السّلام، فقالت التّجّار: نحن أولى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015