94 - {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ:} خطاب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والمراد به أمّته (?)، كقوله: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزّمر:65]. وقيل (?): هذا شرط لم يوجد والمراد به التّأكيد، كقوله: {قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ،} الآية [الزّخرف:81]. وقيل (?): لم يشكّ ولم يسأل، كقوله: {إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا} [الرّحمن:33]. وقيل: معناه: إن كنت في شكّ ممّا أنزلنا إليك هل هو موجب لك أمن العاقبة والختم على السّعادة فسل (?) الأنبياء إذا لقيتهم ليلة المعراج، لقوله (?): {قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ،} الآية [الأحقاف:9]، وإن كانت الآية مكّيّة فيكون (ممّا) بمعنى ممّن (?) أنزل وهو جبريل عليه السّلام في الصّورة التي ظهر فيها لرسول الله في ابتداء الوحي حتى سألت خديجة له ورقة بن نوفل. وقيل: لما جرى على لسانه في سورة النّجم أنّه شيء ابتلي به وحده وخاف مثله في المستقبل فأخبر الله في سورة الحجّ أنّه ما أرسل من قبله {مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ،} الآية [الحجّ:52].

97 - {وَلَوْ جاءَتْهُمْ:} أنّث لإضافة {كُلُّ} إلى مؤنّث، كقوله: {وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} [ق:19] (?).

98 - {فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ:} الإيمان النّافع: الذي يكون عند إحساس العذاب قبل عين اليقين، كما كان من قوم يونس عليه السّلام لمّا غلب على ظنّهم أنّ العذاب سينزل بهم ندموا وتضرّعوا وأنابوا إلى الله ولم ينتظروا عين اليقين (?).

انتصب {قَوْمَ يُونُسَ؛} لأنّه مستثنى منقطع؛ لأنّهم لم يكونوا من عداد الأمم الهالكة (?).

وعن ابن عبّاس أنّ يونس بن متّى كان يسكن فلسطين (?) هو وقومه فغزاهم ملك من الملوك يقال له يغلث بالعساكر من أهل نينوى، وهي التي تسمّى نصيبين، فغزا بني (?) إسرائيل فسبى منهم تسعة أسباط ونصفا وبقي سبطان ونصف، وكانوا من وراء الأردن وهم من سبط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015