وإنّما قال: {بِغَيْرِ الْحَقِّ} على وجه التأكيد (?)، أو لاستوائهم مع (?) غيرهم في حكم القصاص وسائر الأحكام وإن كانوا معصومين.
و (العصيان) (?): ترك الأمر عمدا أو إباء أو زلّة (?).
و (الاعتداء): مجاوزة الحدّ (?).
62 - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا:} عارضة في خطاب بني إسرائيل حثّا على الإيمان والعمل الصالح، إذ المقصود ذلك. تقدير الآية: إنّ المؤمنين واليهود والنّصارى. وإنّما جمع بين المؤمنين وهؤلاء في الذّكر لما جمع بين الإيمان والعمل الصالح في الشرط.
اليهود: جمع يهوديّ، مثل: عربيّ وعجميّ، من قول موسى والسبعين: {إِنّا هُدْنا إِلَيْكَ} (?) [الأعراف:156].
وقيل (?): نسبوا إلى يهوذا بن يعقوب، وهذا لا يصحّ؛ لأنّه سبط واحد ولا يشملهم، ولأنّ إسلامهم يزيل الاسم عنهم، والنسبة لم تزل (?) بالإسلام، وفيه إبدال حرف بلا (?) فائدة.
وقيل (?): لتهوّدهم، أي: تحرّكهم عند (?) القراءة. ويحتمل أنّه متأخّر موضوع (?) لأجلهم.
وقيل: اسم عجميّ معرّب، فلمّا عرّب جعل كأنّه اشتقّ من (?) هاد يهود.
{وَالنَّصارى:} جمع نصران، مثل: حيران وحيارى (?)، أو جمع نصريّ، مثل: بعير مهريّ وإبل مهارى (?)، مأخوذ من نصرهم عيسى إذ {قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ} [آل عمران:52] (?)،