لعبد القاهر كتابا اسمه (المفتاح في الصرف) (?)، ولم أجد فيه أيّ شيء عن اشتقاق أسماء الله الحسنى، وهذا يعني أنّه لا علاقة لمفتاح الهدى بمفتاح عبد القاهر الجرجانيّ. ولم يذكر المؤلّف (مفتاح الهدى) هذا في غير ذلك الموضع، ولم يشر إليه عند الحديث عن اشتقاق اسم الجلالة (الله) في بداية سورة الفاتحة (?).

وليس في الجزء الذي حقّقته من الكتاب ما يدلّ على اسم مؤلّفه، ولم يذكر المؤلّف أحدا من شيوخه ليستدلّ بذكره عليه. أمّا محمد بن الحسن الذي ذكر في أثناء حديثه عن اشتقاق اسم الجلالة في سورة الفاتحة (?) فيبعد أن يكون شيخ عبد القاهر الجرجانيّ؛ لأنّ المصادر اختلفت في تسميته، ففي معظم مصادر ترجمة الجرجانيّ أنّه محمد بن الحسن، وفي مصادر ترجمة شيخه أنّه محمد بن الحسين، وقد أشرت إلى ذلك عند الحديث عن شيوخه. وثمّة سبب آخر يبعد أن يكون محمد بن الحسن المذكور شيخ عبد القاهر، وهو أنّه لم يذكر غير مرّة واحدة، وهذا يناقض ما قيل في مصادر ترجمة الجرجانيّ من أنّه «كان يحكي عنه كثيرا» (?)، وهو قول يؤيّده ما نجده في كتاب (المقتصد في شرح الإيضاح) من كثرة نقله عن شيخه، وتسميته بالشّيخ أبي الحسين، أو شيخنا أو الشّيخ رحمه الله، وعدم ذكره باسمه فقط (?).

والأرجح أنّ المؤلّف من عصر عبد القاهر الجرجانيّ، أي أنّه من علماء القرن الخامس الهجريّ؛ لأنّ الكتاب خلا من أيّة نقول عن علماء بعد القرن الرّابع، فآخر علم ورد ذكره في الكتاب على وجه اليقين أحمد بن فارس (ت 395 هـ‍) الذي لم يذكر في الجزء الذي حقّقته، ولكنّه ذكر بعد ذلك ستّ مرات: واحدة في الحديث عن الآية 32 من سورة لقمان (?)، وأخرى في الحديث عن الآية 57 من سورة النجم (?)، وذكر مرّتين في سورة الحاقّة عند الحديث عن الآيتين 36 و 46 منها (?)، ومرّة عند الحديث عن الآية الثّامنة من سورة المدّثّر (?)، والمرّة الأخيرة عند الكلام على الآية العاشرة من سورة الشّمس (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015