إيمانكم، ثمّ مضى ومضوا، فلمّا انفرد بأصحابه قال لهم: كيف رأيتم ودي (?) هؤلاء السفهاء عنكم؟ قالوا: لا نزال بخير ما عشت لنا، فأنزل الله (?).
واللقاء رؤية تقتضي مصادفة ومعاينة (?)، ويستعار لإصابة الخير والشر، قال الله تعالى: {وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً} [الإنسان:11].
{وَإِذا خَلَوْا:} مضوا (?).
{إِلى شَياطِينِهِمْ:} كهنتهم (?)، قيل: إنّهم كانوا خمسة نفر: كعب بن الأشرف وأبو بردة الأسلميّ وعبد الدار الجهنيّ وعوف بن عامر الأسديّ وابن السوداء (?).
{إِنّا:} مركّبة من (إنّ) التي هي للإثبات (?) و (نا) كناية للجمع الذين المتكلّم منهم، فلمّا اجتمعت النونات اكتفي بنون مشدّدة (?).
{مَعَكُمْ:} بالقلوب. وقيل: في التكذيب سرّا (?).
{مُسْتَهْزِؤُنَ:} بأصحاب محمد بإظهار قول: لا إله إلا الله (?).
15 - {اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ:} "يجازيهم على استهزائهم" (?)، كقوله: {وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها} [الشورى:40]، وقوله: {فَمَنِ اِعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا} [البقرة:194]، وقال الشاعر (?): [من الوافر]
ألا لا يجهلن أحد علينا … فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وفي الخبر [أنّ] (?) جزاء استهزائهم أنّهم يدعون إلى الجنّة وهم في النّار فيسيحون أحقابا