{لِيُضِلَّ}، الإضلال ههنا لتخطئته وتضليله] (?) وتضليله ومؤاخذته إياهم بما لا علم لهم به ثم اختلفوا، فقيل: نزلت الآية في مؤاخذة الله إياهم للعمل بالأحكام المنسوخة قبل العلم بالنسخ كالصلاة إلى بيت المقدس وشرب الخمر، وقيل: نزلت في مؤاخذة الله إياهم (?) بالاستغفار للمشركين قبل بيانه (?) أنه لا يجوز، وإنما وصف بالعلم لأن هذا الحكم المذكور من قضيّة علمه وحكمته، وإنما وصف نفسه بأن له ملك السموات والأرض لتبيين جواز تصرفاته في مملكته من النسخ والإضلال والمغفرة والعذاب وغير ذلك.
{لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ} وهو قوله: {عَفَا الله عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: 43] والتوبة على المهاجرين والأنصار عفوه عنهم زلاتهم من التخلف وغير ذلك، {في سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} وقت الضيق والشدة. كان الأمر قد بلغ إلى أن نحو بعضهم ناقته فعصر أكراشها وشرب عصارتها (?).
وعن مقاتل أن التمرة كانت فيهم بين الاثنين والثلاثة يلوك هذا ثم يعطي هذا، وعن الحسن أنهم كانوا يعتقبون على رواحلهم وزادهم شيء من دويق الشعير وإهالة منتنة (?)، وعن عمر قال: أصابنا عطش شديد فدعى النبي -عليه السلام- فأمطر الله السماء فعشنا بذلك (?)، {كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} لشدة الابتلاء وقلة الصبر وكثرة الوسواس.
{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ (?) الَّذِينَ خُلِّفُوا} أي: خلفهم الله بتقديره أو الشيطان