أبكاك يا رسول الله؟ فقد أبكانا وأفزعنا، فأخذ رسول الله بيد عمر ثم أقبل إلينا (?) فقال: "أفزعكم بكاي؟ " فقال: نعم يا رسول الله، فقال: "إن القبر الذي رأيتموني أناجيه قبر آمنة بنت وهب وإني استأذنت ربي في الاستغفار لها فلم يأذن لي"، وأنزل عليه: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} معه (?) {أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} الآية، "فأخذني ما يأخذ الولد للوالدين من الرقة" (?)، قال الأمير (?): ويمكن الجمع بين الروايتين: كان يستغفر لأبي طالب سنين حتى زار قبر أمه يومئذٍ فأنزل الله الآية فانتهى عن الاستغفار لهما، قال ابن عباس: كانوا يستغفرون لهم حتى نزلت الآية فلما نزلت أمسكوا عن الاستغفار للأموات، ولم ينههم عن الاستغفار للأحياء حتى يموتوا.

ثم أنزل: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} الآية استغفر له ما كان حيًا فلما مات أمسك عن الاستغفار له (?)، (الأوّاه) كثير التأوه خوفًا من الله عَزَّ وَجَلَّ، عن الأزهري، وقال أبو عبيدة (?): الأوّاه: المتأوه شفقًا وفرقًا ويقينًا ولزومًا للطاعة، ويحتمل أنه كان يتأوه على هلاك قومه وكفرهم بالله ويتحلّم عنهم ولا يخاشنهم [ولا يزيد على التأوه لأنه لم يكن مأمورًا بالقتال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015