سياحة أمتي" (?) , لأنه يلقى من الشدة ما يلقاه السائح في الأرض. {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} بأن هذه صفتهم عند الله ورسوله مع ما يتعاطونه من الذنوب سرًا وجهرًا.
{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} اتصالها بما قبلها من حيث سبق ذكر محافظة حدود الله؛ عن سعيد بن المسيب عن أبيه، قال: لما حضر أبا طالب الوفاة جاء رسول الله (?) فوجد أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية عنده فقال النبي -عليه السلام- (?) لأبي طالب: "يا (?) عم قل: لا إله إلا الله كلمة نجاح أشهد لك بها عند الله"، وقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل النبي -عليه السلام- (3) يعرضها عليه ويعاودانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، فقال النبي (?) -عليه السلام- (?): "والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنه"، فأنزل الله الآية، فأنزل في أبي طالب: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] الآية (?).
وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله (?) خرج يومًا وخرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر، فأمرنا فجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر فجلس إليه فناجاه طويلًا، ثم ارتفع نحيب رسول الله (8) بالبكاء، فبكينا لبكائه -عليه السلام-، ثم إن النبي -عليه السلام- (?) أقبل إلينا فتلقاه عمر، فقال: ما الذي