{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ} اتصالها بما قبلها من حيث سبق ذكر الصدقات فبين الله أنّ أهل الصدقات هؤلاء دون المنافقين الذين يلمزون رسول الله في الصدقات، وفيه دلالة أن حق الأخذ إلى الإمام بدليل قوله: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} [التوبة: 103] ويجوز أن يكون مستحق الأخذ غير مستحق العين كما في الجزية وأموال اليتيم الفقراء المحتاجين، {وَالْمَسَاكِينِ} أهل الترحم والرأفة وهم أسوأ حالًا من الفقراء عندنا، {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} الذين يلون جمع الصدقات وأخذها بإذن الإمام لهم عمالة في الصدقات وهي مكروهة للهاشميين، {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} أبو سفيان بن حرب ومعاوية بن أبي سفيان ثم حسن إسلامه، وحكيم بن حزام ثم حسن إسلامه، والحارث بن هشام ثم حسن إسلامه، وسهيل بن عمرو ثم حسن إسلامه، وحكيم خويطب بن عبد العزى ثم حسن إسلامه، وصفوان بن أمية والعلاء بن حارثة الثقفي وعيينة بن حِصْن والأقرع بن حابس ومالك بن عوف النضري والعباس بن مرداس السلمي ثم حسن إسلامه، وقيس بن مخرمة ثم حسن إسلامه، وجبير بن مطعم ثم حسن إسلامه.

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدفع إليهم شيئًا من الصدقات ليقطع به شرورهم عن المسلمين فكان يعود نفع ذلك إلى الفقراء والمساكين. ثم انقطع ذلك فلم يعطهم عمر وعثمان وعلي شيئًا، وسأل بعضهم عمر فقال: إنا لا نعطي على الإسلام شيئًا من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (?)، وإنما قال ذلك بعد عزّ الإسلام وضعف الشرك ووقع الأمن من جهة هؤلاء، ولكن أبا بكر الصديق دفع إلى عدي بن حاتم من صدقة قومه ثلاثين بعيرًا ولا نعلم أنه من سهم المؤلفة قلوبهم ليؤلف قلوب أقربائه أم من سهم العاملين لأنه كان حقها أم من سهم ابن السبيل لأنه أمره بأن يلحق بخالد بن الوليد فلحق (?) به في زُهاء ألف فارس (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015