والمراد من الجمع الواحد أي كقوله: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ} [آل عمران: 39].
{مَا} ما يرجع إلى الجماد من الأصنام {وَهُمْ} راجع إلى الذين صور على مثالهم من طواغيت الإنس والجن أو إلى أصنام على ما يعتقدون فيها من الحياة والعقل.
{وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى} الآية غاية في نفي الخير عن هذه المعبودات من حيث أن اتباع الهوى عند الدعاء مقدور لعابديها غير مقدور لها فهي أوضع رتبة من عابديها، والصامت ضدّ الناطق.
{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ} سادتهم المعبودون من جملة الملائكة والأنبياء والطواغيت وأن المماثلة بالعبودية ويحتمل أنهم الأصنام {عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} أي كعباد {فَادْعُوهُمْ} المستجدي بدعاء مستجاب وأنى لهم من جهة معبوديهم فإن استجابة الدعاء قضاء الحاجة أو الجزاء عليه ولا يقدر عليها إلا الله.
{يَبْطِشُونَ} البطش الأخذ والمراد بهذه الأشياء نفي الأفعال دون الأعضاء كما تقول لضعيف: ألك بدن يحتمل هذا الثقل ومعدة تحتمل هذا الطعام، وهذه الآية غاية في نفي الخير عنهم أيضًا من حيث أنهم أوضع من عابديهم، فإن كانت الآيات في الأصنام المنحوتة والمنصوبة فبعضها على اعتبار كونها جمادًا أو بعضها على اعتبار اعتقاد المشركين أو على سبيل التشبيه، وإن كانت بعضها في الأصنام وبعضها في الملائكة والأنبياء أو الطواغيت فذلك اعتبار أوهام المخاطبين وعقولهم كأن بعضهم لا يعرف إلا ما يشاهد وبعضهم متوهم وراء المشاهدات أزواجًا وأنفسًا فعمهم بالإنكار بهذه الآيات بعضها في بعض.
{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي} فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول هذا القول