صخرة صماء لينها الله تعالى لموسى -عليه السلام- (?) فقطعها بيده وشقفها بأصابعه، وعن الحسن: من خشبة نزلت من السماء. وذكر الزجاج والفراء (?) أنها كانت لوحين، ويجوز أن يعبر عن الاثنين بلفظ الجماعة كقوله: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} [النساء: 11] وعن ابن جريج أن الله تعالى كتبها بالقلم الذي كتب به الذكر واستمد من نهر النور (?) {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} أي علمًا وخبرًا من كل شيء إما مجملًا وإما مفسَّرًا {وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} من الحلال والحرام والحسن والقبح والمباح والمكره {بِأَحْسَنِهَا} بحسنها لأن الله تعالى قد بين فيه الخير والشر والحسن والقبيح فالأحسن هو الحسن، وقيل: بأحسنها بحسنِهَا لأن الله تعالى قد بين (?) أي أحسن قصصها وسيرها وتعبدهم الله بذلك دون ما دونه من الحسَن {دَارَ الْفَاسِقِينَ} منازل آل فرعون (?) ووعدهم الله أن يردهم إليها ويريهم إياها، وقيل: ما أراهم الله من منازل قوم لوط وأمثالهم ليعتبروا.
{الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ} تقديره: تكبروا أي كانوا يتكبرون لاقتضاء أن تكون الجريمة مقدمة على الجرائم، ويحتمل أن الآية منزلة على موسى -عليه السلام- (?)، والمراد بهؤلاء السامري وقارون والذين قالوا لموسى اجعل لنا إلهًا، ويحتمل أنها مبتدأة الإنزال على نبينا -عليه السلام- (6) والمراد بهؤلاء اليهود.
{مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا} قيل إن هارون قال لقومه: معكم حلي آل فرعون