وهي لا تحل لكم فادفنوها في موضع من الأرض، واحتال السامري حتى جعل في تلك الحفرة (?) قالب عجل، فلما ألقوا الحلي فيها وواروها بالتراب أوقد السامري عليها النار فصارت عجلًا منه شبه خوار بالطلسم، وقيل إنه كان رأى فرس جبريل -عليه السلام- (?) لا يضع حافره على الأرض (?) إلا اخضرّ بإذن الله تعالى، فأخذ من موقع حافره كفًا من التراب ويقول: ليكونن لهذا شأن، وذلك بإلهام من الله قال الله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} [الشمس: 8] فلما أخرج العجل ألقى التراب في فيه فصار الجسد لحمًا ودمًا ذا روح له خوار، وقيل: لم يحصل الخوار من حيلته ولكن الله ابتلاهم به ليمدهم في طغيانهم عقوبة لسوء اختيارهم، وخوار البقرة كرغاء الإبل وثغاء الضأن ويعار الماعز وفي قراءة علي: {له جؤار} بالجيم وهو الصوت (?)، قال الله تعالى: {إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ} [المؤمنون: 64].
{سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} أي ندموا، هذه لفظة موضوعة للندامة (الأسيف) الممتلئ غضبًا (?)، وقيل إن الألواح تكسرت إلا سدسها، (برأس أخيه) بلحيته، وقيل: قبض على ناصيته، وقيل: أخذ برأسه كما يأخذ المصارع، وهذه الفعلة يحتمل أن تكون جائزة من موسى -عليه السلام- لأنه كان متبوعًا وهارون تابعًا وإن كانا نبيين، ويحتمل أن يكون زلّة ولكن الله لم يؤاخذه بها لزوال التمالك ولأنها كانت في ذاته، وفي الآية دلالة أن صبر الخليفة على جنايات قومه والتغافل عنها جائز لابتغاء المصلحة كمنابزته ومضاجرته