فتقديره إذًا: فما كانوا ليصيروا مؤمنين بسبب تكذيبهم له (?) وأمره (?)، والآية مختصة بالمصرّين على الكفر دون الذين تداركهم الله برحمته.

{مِنْ عَهْدٍ} من محافظة عهد، وقال ابن مسعود: من إيمان.

{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا} لما شدّد فرعون علي بني إسرائيل الأمر وكاد يفنيهم لذبحه المواليد أبى الله أن ينشأ موسى إلا (?) في حجره فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزنًا، وكان فرعون قد تبنّاه فلما شب موسى -عليه السلام- حمله حُب إقامة القسط وإدحاض الجور وموالاة العشيرة على أن وكز القبطي فقضى عليه.

{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ} إلى قوله {لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} [القصص: 18] لمداومته على الجدال وملازمته الخصومة، فلما أن {أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا} [القصص: 19] قال الغوي: {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19] وشنّع عليه لجهله وحمقه، واستفاض الخبر في المدينة فجاء خربيل النجار وكان من قوم فرعون إلا أنه قدرت له السعادة {قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20] فخرج منها خائفًا يترقب، ولما توجه تلقاء مدين {قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22] فأكرمه الله بصحبة شعيب -عليه السلام- وبمصاهرته، وكان شعيب قد عمر بمدين مع المؤمنين من قومه إلى ذلك الزمان بعد هلاك الكافرين من قومه، وكانت هذه القصة (?) قبل هلاك الكافرين والله أعلم. ثم رجع من عند شعيب بعد عشر سنين وقيل بعد ثنتي عشرة سنة مع أهله واتفقت له في الطريق أسباب النبوة بإذن الله تعالى ونودي من الشجرة {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015