{ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ (?)} فائدة التبديل شيئان؛ أحدهما: فتنة الامتحان بالحالتين لئلا يبقى لهم عذر.

والثاني: فتنة اللبس والخذلان ليظن الجاهل المخذول أن صُروف الدهر وتقلب الأيام عادة ولا يتضمن معنى الدعوة والإنذار {حَتَّى عَفَوْا} أي إلى أن كثروا (?) ونموا.

{بَرَكَاتٍ} أبواب البركات، والبركة النماء والسعة وكثرة الخير، وأبوابها مصادرها التي تتولد منها كالأمطار النافعة والرياح لوقتها.

{أَفَأَمِنَ} الفاء لتعقيب أمنهم الإنذار والاستفهام على سبيل اللوم والتقريع.

{أَوَأَمِنَ} قيل على الاستفهام وقيل على التخيير، من أمن مكر الله كان معتقدًا لعجز في صفاته تعالى ودخول فعله تحت الحظر والإباحة أو نفي سبيله على عباده من حيث ذنبهم وتقصيرهم، وكل هذه الثلاثة كفر ولذلك توجه الإنكار على من أمن مكر الله تعالى.

الذين {يَرِثُونَ الْأَرْضَ} هم الموجودون وقت الإنكار والإنذار {وَنَطْبَعُ} كلام مستأنف، وقيل: معطوف على قوله {أَصَبْنَاهُمْ} كقوله {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [يونس: 11] فنذر الذين لا يسمعون الشيء النافع إن شاء الله وإنما قال {لَا يَسْمَعُونَ} ولم يقل لا يفقهون للمبالغة في النفي، فإن الإنسان ربما يسمع ولا يفقه وإما أن يفقه ولا يسمعه، ويحتمل أن المراد به نفي الاستماع.

{فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا} في الحالة الثاثية بما عدّوه كذبًا في الحالة الأولى لترجح اختيارهم الفعل الكفر على الإسلام في قلوبهم وآرائهم بخذلان الله تعالى {بِمَا كَذَّبُوا} بالسبب وليست بالتي يتعدى الإيمان بها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015