فارتفعت الأصوات بوجوب القتل عليه وأن له قبل القتل حاجة مقضية، فقال الغريب: حاجتي أيها الملك أن تنادي في البلدان: من شهد على غريب يأكل السمك كانت عقوبته كذا وكذا، فنودي بذلك. ثم عقد الملك مجلس القضاء واستحضر هذا الرجل ليقتله واستشهد الناس عليه فلم يشهد عليه أحد فخلى سبيله (?).

ومن خصالهم المذمومة الملاعبة والمراودة برمي البنادق والتضارط في الأندية وإبداء السوأة والتفل بالبزاق في الوجوه واللواطة، وسبب ذلك أنهم كانوا أبخل الناس على ثمارهم وكانت ثمارهم كثيرة وقحط ما حولهم من البلدان. فكانت الغرباء يأتون ديارهم ويصيبون من ثمارهم وذلك يشق عليهم فيستقبلونهم بالشتم والضرب والمحتاجون لا ينزجرون، فتصور إبليس لشقي منهم في صورة صبي وضيء مشتهى وتسور حائط بستانه ليأخذ شيئًا من ثمارهم (?) فقصده ليضربه فعرض عليه إبليس (?) نفسه ووسوس إليه حتى أوقعه، ثم دلّ الملعون أصحابه عليه واستفاض الفاحشة فيهم وتعودوا ذلك (?).

{مَا سَبَقَكُمْ} ذلك يدلّ أنها لم تكن قبلهم و (قبل) يدل على مبالغتهم فيها ولا يدل على ابتداعهم إياها (?) ولم يبين الله فيها أحدًا {مِنْ أَحَدٍ مِنَ} للتفسير والتأكيد النفي (?) {مِنَ الْعَالَمِينَ} لتبيين الجنس وإنما لم يقل من الناس لتعظيم الأمر باللفظ الأعم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015